الصقر عادة متجذرة لدى التافراوتيين، من خلالها يلتقى الشباب مع فتيات في فضاءات مفتوحة للحديث والتعارف بهدف الزواج، وبعد سنة من هذه اللقاءات، كانت المدينة يوم الجمعة الأخير على موعد مع زواج جماعي يقول عنه الحسين الإحسيني رئيس جمعية تيفاوين أن تنظيمه في إطار فعاليات مهرجان تيفوين جاء لإعطاء عادة الصقر بعدها ورمزيتها بعدما تحولت لدى البعض إلى طريقة لاستغلال الفتيات، الإحسيني فخور بكونه التقى بزوجته على طريقة عادة الصقر. زواج جماعي بتافراوت نهاية الأسبوع جمع كل التقاليد والعادات المميزة لهذه المنطقة الجبلية المحافظة بالأطلس المتوسط، 16 عريسا وعروس بلباس الزفاف الأبيض جلسوا عشية يوم الجمعة متجاورين تحت خيمة بفندق تيفاوين، وقبالتهم جلس العدول من أجل توثيق الزواج، وبين هؤلاء وأولائك حضر مراسيم العقد إدريس بن عدو عامل إقليمتيزنيت، و عبد الله الغازي رئيس المجلس الإقليمي لتزنيت، وعبد الجبار قسطلاني برلماني بالمنطقة، قبل أن يلتحق بهم رئيس الجهة إبراهيم حافظي وشخصيات مدنية وعسكرية. وفي الفضاء المقابل حضر مراسيم الزواج مئات التفراوتيات والتافراوتيين، أسر العرسان بدورها أخذت لها مكانا في الحفل الجماعي. وثق الزواج تحت التقاليد والعادات الخاصة بمدينة تافراوت بالتمر والحليب، وأكلة لبسيس، بينما سهرت مجموعة بنات اللوز المحلية برئاسة حدادي مينة على إجراء مراسيم الزواج بتقديم طبق «الدفوع» الذي يقدمه العرسان لعروساتهم، مرددات « تانكيفت» وهي أدعية موزونة ترددها النساء في الأعراس بتافراوت مرتديات الزي المحلي الأسود « الملحاف» الذي لا يظهر من المرأة إلا العين اليمنى، وتتساهل الساكنة في كشف الشابات عن الوجه ومقدمة الصدر، مثلما تظهر انفتاحا في التواصل الاجتماعي لاسيما أن المواسم والمهرجانات وحدها التي يتم فيها السماح اجتماعيا للفتيات لممارسة «الصقير» بهدف التعارف والزواج، يجلس الثنائي في فضاءات مكشوفة يتخذان مسافة شبرين بينهما من أجل الحوار والحديث والتعارف. العرس الجماعي أقيمت فعالياته بفضاء الفندق، أحيث أنشطته «بنات اللوز» ومجموعة كناوة وحرص عامل الإقليم ومرافقيه على حضور جل أطواره بجوار العرسان، تحت أضواء عدسات قنوات وطنية ودولية قامت بنقل أطواره من البداية إلى النهاية، مع الحرص على توثيق عاداته وطقوسه. وصل عدد العرسان المستفيدين من العرس الجماعي 80 مستفيدا منذ بداية هذه المبادرة الاجتماعية المنظمة في إطار فعاليات مهرجان تيفاوين، من طرف أسرة المستثمر المحلي أمزيل التي تتحمل تكاليف الزواج وتمنح كل ثنائي 10 آلاف درهم مساعدة لبناء عش الزوجية، يقول عبد الرحيم أمزيل إنه مستعد لتشجيع كل المبادرات المقترحة من أجل تطوير هذه المبادرة الاجتماعية كل سنة، وأن هدفها تشجيع الشبان على الزواج وتقوية العادات المرتبطة به بالمنطقة. إدريس النجار