شدد جمال السلامي مدرب الفتح الرباطي لكرة القدم على كون الإقصاء من كأس العرش كان بمثابة نتيجة قاسية يصعب تقبلها، مبرزا في السياق ذاته أن لاعبيه تجاوزا مخلفات الكبوة بالفوز بفوزهم دوري النتيفي، مطالبا في حواره مع « المساء» بضرورة الحد من ظاهرة الشغب والتقليل من وييرة الاحتجاج على التحكيم. - حلم الفوز بأول لقب تلاشى خلال آخر دورة أمام « الماط» هل هذا دافع للمنافسة، من جديد، على حلم تبخر في آخر لحظة؟ بكل تأكيد نسعى جاهدين للفوز بلقب النسخة الثانية للبطولة « الاحترافية»، وفي اعتقادي الشخصي هذا طموح نتقاسمه مع مجموعة من الفرق، التي عبرت عن رغبتها في تحقيق الغاية نفسها، كما عاين الجميع فريقنا وقع الموسم الماضي على بطولة جيدة كللها بالمنافسة حتى آخر رمق من أجل الفوز بلقبها قبل أن تخوننا السرعة النهائية أمام المغرب التطواني، الذي وقع بدوره على موسم استثنائي، وعليه فمواصلة العمل بالنسق نفسه يدخل في صلب اهتماماتنا ولبلورة هذا المطمح وترجمته على أرض الواقع قمنا بالتعاقد مع مجموعة من اللاعبين. - هل تحقيق الانسجام سيتم برأيك بشكل سريع بغية الدخول مبكرا في سباق اللقب؟ حقيقة، تحقيق الانسجام المطلوب وبلوغ درجات متقدمة يتطلب بعض الوقت، وهو ما نحن بصدد القيام به سواء من خلال المباريات الودية أوالحصص الإعدادية، لله الحمد التعاقدات كانت جيدة بعد ضمنا أسماء وازنة لها مكانتها داخل المنظومة الكروية الوطنية رغم أن مجموعة منها تفتقد للتنافسية بحكم غيابها عن أجواء التباري خلال الموسم الماضي، وهو ما لا يفسد للود قضية إيمانا مني بأن ما يتوفر عليه اللاعبون المجلوبون من مؤهلات سيشفع لهم بالانسجام بسرعة والعودة إلى سابق توهجهم، ونسعى في هذا الصدد إلى بلوغ نسب متقدمة من التفاهم قبل بداية الشطر الثاني من البطولة لنكون في وضعية تساعدنا، وبشكل كبير، على المنافسة على اللقب. - الفريق مقبل على مشاركة قارية، هل في التشكيلة البشرية قادرة على المنافسة على واجهتين؟ كل منافسة إلا وتتطلب الاستعداد الجيد سواء من ناحية التحضيرات أو التشكيلة البشرية. لقد قمنا بتعاقدات عديدة انطلاقا من أماكن الخصاص وهو ما لا يمنع من أننا سنعمل في مرحلة ثانية على تطعيم صفوفنا انطلاقا من المراكز التي سيتبين أنها تعاني بعض الخصاص سيما أن منافسات الكأس القارية ستنطلق في مرحلة ما بعد فترة الانتقالات الشتوية، وهو المعطى الذي سنحاول استثماره على نحو جيد حتى ندخل غمار الاستحقاق القاري بجاهزية أكبر. - الفريق أعطى انطباعا سيئا بخروجه صاغرا من كأس العرش، ما تعليقك على ذلك؟ لا يختلف اثنان في كون الخروج من منافسة كأس العرش أمر يصعب تقبله، لقد كان قاسيا بحكم أنه كانت تتملكنا رغبة جامحة في بلوغ أدوار متقدمة، هناك مجموعة من العوامل ساهمت في هذا التواضع بينها مكانة المنافس الذي نحترمه، فضلا عن كون لاعبينا البحري وبنجلون شاركا رفقة المنتخب الوطني 24 ساعة قبل المباراة وكان التأثر واضحا، طبعا دون إغفال الكم الهائل من الفرص التي لم نحسن ترجمتها إلى أهداف، أنا المسؤول عن اختياراتي وأتحمل مسؤولية نتائجها، هذا طبعا دون إغفال كون برمجة الاستعدادات وطبيعة الأهداف المسطرة على امتداد الموسم تختلف وبالتالي فالكأس قد تحكم عليك بمواجهة فرق ليس لها نفس البرنامج، وجل فرق القسم الأول عانت الأمرين مع أندية الدرجة الثانية والهواة رغم كون هذا المعطى ليس مبررا طالما أن الرغبة في الذهاب بعيدا تبقى القاسم المشترك بين كل الأندية التي تدخل طرفا في المنافسة حول لقب كأس العرش، وكخلاصة فالإقصاء المبكر بمثابة درس مهم لنا للعمل أكثر وبذل مجهودات مضاعفة قصد تحقيق نتائج أفضل في قادم الأيام. - هل يمكن القول إن هذا المعطى تم تكريسه سريعا بالفوز بدوري النتيفي؟ صحيح، لقد لاحظ الجميع أن رد فعل اللاعبين لم يتأخر كثيرا انطلاقا من كونهم لم يرغبوا في تضييع فرصة إعادة الاعتبار والتأكيد على أن ما وقع مجرد كبوة حصان وعثرة سرعان ما سيتم تجاوزها، اللاعبون عبروا من خلال المباريات التي خاضوها في الدوري عن تجاوزهم مرحلة الإقصاء من كأس العرش، وبالتالي فالتتويج بلقب الدوري هو بمثابة رسالة واضحة أكد من خلالها اللاعبون استعدادهم للمنافسة خلال المباريات المقبلة. - البطولة الاحترافية بلغت نسختها الثانية، كيف تتوقع طبيعة المنافسة حول لقبها انطلاقا من المعطيات الراهنة؟ شخصيا أعتقد أن البطولة ستشهد منافسة قوية بين مجموعة من الفرق تتقاسم الأهداف ذاتها خصوصا إذا ما علمنا أن أغلبها حافظ على طاقمه التقني، فضلا عن قيامه بتعاقدات مهمة وأغلب المدربين على دراية كبيرة بخصوصيات البطولة الوطنية وكونوا فكرة شاملة عن مستويات كل فريق على حدا، ربما الانطلاقة لن تكون بالشكل المطلوب غير أن هناكا تنافسا مرتقبا، وكل أتمناه في هذا السياق هو أن تزول ظاهرة الشغب وأن تقل وتيرة الاحتجاج على التحكيم وأن يتحمل كل طرف مسؤوليته.