أكد عزيز العامري، مدرب المغرب التطواني، أنه لا وجود لسر في المستوى الذي يقدمه ممثل منطقة الشمال، ومشيدا في السياق ذاته باستماتة لاعبيه الشبان وتوقيعهم على موسم جيد مباشرة بعد فوزهم بلقب دوري الأمل «شالنجر». وكشف العامري في حواره مع «المساء» أن الضغط بات بدوره منافسا للفريق، الذي قال إن أماله بدأت تكبر بعد بلوغه مرحلة لم يكن يراهن عليها أشد المتفائلين ومشيرا في السياق ذاته إلى أن الرغبة في ضمان مشاركة قارية حاضرة بقوة انطلاقا من انعكاسها الإيجابي على اللاعبين. العامري تحدث عن مستوى البطولة وندية المنافسة من أجل الظفر بلقبها ومواضيع أخرى تكتشفونها في الحوار التالي: - نجح المغرب التطواني في خطف الأضواء بشكل كبير خلال هذا الموسم، هل لنا بمعرفة السر الحقيقي وراء هذا التوهج؟ المسألة لا تتعلق بسر أو أي شيء من هذا القبيل بقدر ما هي نتاج لتضافر مجهودات جميع مكونات النادي بما فيهم اللاعبون الذين يتكلفون بترجمتها على أرض الواقع، قمنا بعمل جاد وقاعدي ونحن الآن بصدد جني الثمار وكل ما في الموضوع أن لاعبينا الشبان كانوا الموسم الماضي ضمن المجموعة ويجرون تداريبهم رفقة الفريق الأول ولما أقدم اللاعبون على الإضراب قمنا بإقحامهم خلال الست مباريات الأخيرة وهو ما لم يشكل عائقا أمامنا إيمانا منا بضرورة منح الفرصة للشباب الموهوبين من خلال إشراكهم، فضلا عن دوري شالنجر الذي فزنا بنسخته الأولى، وهو ما ساهم في مساعدتهم على اكتساب المزيد من التجربة بالقدر الذي ضخ فيه جرعات إضافية من الثقة في صفوفهم، واتضح لنا وقتها أننا نتوفر على مجموعة جيدة تحتاج فقط لبعض الإضافة من خلال تعزيز بعض المراكز ومن هنا بدأنا الاشتغال والإعداد، الذي استهلناه بتجمع إعدادي خضنا على امتداده ثماني مباريات انتصرنا فيها جميعا بأداء راق ومقنع أعطى الانطباع، وبشكل كبير، على أننا نتوفر على فريق بإمكانه تقديم الإضافة والظهور بوجه مشرف. - هذا يعني أنكم راضون عما يقدمه الفريق؟ سأصدقم القول وأؤكد أننا أكثر من راضين على اعتبار أنه لا أحد كان يراهن علينا للظهور بهذا الوجه والدخول كطرف أساسي في معادلة التتويج بل نحن بدورنا لم نكن نراهن في البداية على بلوغ هذا المستوى، وهو مؤشر يوحي بأن فريق المغرب التطواني قادم بقوة ولا خوف عليه خلال السنوات المقبلة، صحيح أنه كانت هناك بوادر ايجابية تلوح في الأفق غير أننا لم نكن نعتقد البتة أنها ستكون بهذا الشكل الذي نال استحسان الجماهير التطوانية بشكل خاص والوطنية بشكل عام. - نستشف من خلال كلامك أنك تستشرف المستقبل بأمل كبير؟ بكل تأكيد وجاحد هو من يفكر عكس ذلك، قلت لك أننا نتوفر على تشكيلة بشرية شابة تضم لاعبين خاضوا الموسم الماضي مباريات معدودة وها هم يبصمون على موسم مثالي واستثنائي وعليه فبمزيد من العمل والاجتهاد وباستثمار المباريات المقبلة لكسب المزيد من التجربة والخبرة عن طريق الاحتكاك سيصل لاعبونا مرحلة النضج والتكوين الكامل، وهو ما يوحي بأن القادم إن شاء الله سيكون أفضل، هناك ارتياح كبير في صفوفنا كطاقم تقني وأيضا لدى المسؤولين وجماهيرنا الغفيرة التي لا تبخل علينا بالدعم والمساندة. - تحتلون المركز الثاني في البطولة، هل هذا يعني أنكم تضعون اللقب نصب أعينكم؟ سأكون واضحا في هذا الشأن، لم نكن نضع اللقب نصب أعيننا مع انطلاق البطولة، ونتائجنا هي التي رشحتنا للمنافسة بقوة على اللقب وما سأقوله في هذا السياق هو أننا لن نقف عند هذا الحد وسنواصل العمل على المنوال نفسه انطلاقا من كون أهدافنا تتركز على البحث عن الانتصار خلال كل مواجهة، غير أن مباراة النادي القنيطري أوضحت أن اللاعبين يفتقدون للاستعداد الكافي من أجل المنافسة على الألقاب وهو ما يعني أنهم لا زالوا يفتقدون لثقافة التتويج، وهي أمور يتم اكتسابها مع الوقت ومع الاحتكاك والتمرس، لكن هذا لا يمنع من أننا سنواصل الاشتغال خلال كل مباراة من أجل الفوز بنقاطها وسنرى إلى أي حد يمكننا الوصول، المهم أننا نجحنا في تحقيق أكثر مما راهنا عليه قبل بداية الموسم وهنا سأفتح قوسا لأقول لك أننا بلغنا النقطة 41 ولا زالت هناك تسع مباريات ولو قيل لي قبل انطلاق البطولة هل ترغب في حصد هذا العدد من النقاط لأجبت أنني سأكون سعيدا إذا حققت ذلك وسأقبل على الفور، وهو ما تزكيه إشادة جميع مكونات النادي بما يحققه الفريق. - مرتبة الفريق ترشحه للفوز باللقب أو احتلال مركز يخول له المشاركة في المسابقة القارية، هل تستحضرون هذا المعطى؟ بالفعل، فمع قرب إسدال الستار عن منافسات البطولة الوطنية وفي ظل احتلالنا لمركز متقدم يلوح في الأفق أمل بخصوص إمكانية ضماننا المشاركة على الواجهة القارية، وهو بدوره عامل سيدفعنا للعطاء والبذل بغية بلوغه لأنه لا يخفى على الجميع مدى الاستفادة والخبرة التي تمنحها المباريات الإفريقية للاعبين، خصوصا إذا ما كان أغلبهم شبابا، وهذه النقطة سنحاول تفعيلها بالتعامل الجيد مع ما تبقى من مباريات لتحقيق ما نطمح إليه. - (مقاطعا) ما أنت بصدد الحديث عنه يحيلنا بالضرورة إلى مشكل الضغط الذي يمكن أن يعاني منه اللاعبين، هل تعون هذا الأمر جيدا؟ بكل تأكيد، لأنه حينما تقترب البطولة من النهاية ويكون الفريق ضمن قائمة المرشحين للظفر بلقبها فهذا يضع بعض الضغط على اللاعبين خصوصا حينما تطالبنا الجماهير بالاستمرار في مسلسل حصد النتائج الايجابية، وإذا ما أضفنا إلى ذلك معطى صغر سن اللاعبين فهذا سيجعلنا نركز، وبشكل كبير، خلال ما تبقى من مباريات على الاشتغال على الجانب النفسي بهدف تحرير اللاعبين ودفعهم لمناقشة ما تبقى من مباريات دون مركب نقص وبمعنويات أفضل أريحية أكبر ولي يقين كبير أن لاعبينا سيكونون في المستوى، وإذا ما نجحنا في ذلك فإننا سنبحث عن مهاجم متمرس شريطة أن يكون على قدر مهم من الأخلاق لأنه عامل أساسي لا محيد عنه داخل الفريق، ما بلغناه يجعلنا نتطلع دائما إلى الأمام وقطارنا لن يتوقف عند هذه المحطة. - في نظرك ما هي نقاط قوة الفريق؟ إذا القينا نظرة سريعة على الإحصائيات سيتضح أن الطريقة الدفاعية، وليس الدفاع أو الحارس، ناجحة وبجميع المقاييس، هي تساعدنا بشكل كبير بحكم أننا لا نتلقى عددا كبيرا من الأهداف بل إننا نجحنا في الحفاظ على عذرية شباكنا لمباريات عديدة بفضل يقظة الحارس الكناني، الذي أعتبره حارس الموسم، واستماتة المدافعين، فضلا عن الطريقة التي ندافع بها انطلاقا من وسط الميدان حيث نعمد إلى استخلاص الكرات من منافسينا لتقليص عدد الهجمات والحيلولة دون وصولهم في مرات عديدة إلى معترك عملياتنا، وقوتنا الدفاعية تستمد قوتها من هذا النهج، فضلا عن كوننا نجحنا في تسجيل 24 هدفا وهذا التوازن بين الدفاع والهجومية هو الذي يساعدنا على كسب العديد من النقاط. - ضيعتم نقاط الفوز أمام النادي القنيطري في وقت تعادل فيه الفتح وانهزمت الرجاء، ما هو الإحساس الذي ساوركم بعدها؟ مثل هذه النقاط تبقى مهمة أولا لأن المباراة أجريت بملعبنا وثانيا لأن منافسينا لم ينجحوا في تحقيق نتائج إيجابية وعليه فقد كان هناك نوع من الاستياء في صفوفنا لتضييع نقطتين ثمينتين خصوصا أننا فزنا قبلها على الوداد بهدفين، وهذا يرجع بالأساس إلى بعض الضغط والرغبة الزائدة في الفوز بحكم أن الكل كان يقول إن انتصارنا سيجعلنا في الصف الأول، غير أنني أؤكد أنه لا علاقة للأمر بالغرور، وهو ما يعني أن الضغط سيشكل لنا خصما سيضاف إلى منافسينا خلال الدورات الدمقبلة.. - كيف تنظر إلى ما تبقى من مباريات؟ الأكيد أن مستوى البطولة في تحسن ملحوظ والدليل أن اللقب لم يعد يقتصر على فرق الرجاء والوداد البيضاويين والجيش الملكي كما كان في السابق، وبروز فرق أخرى يعطي الإضافة إلى البطولة ويصنع التوازن المفقود والدليل أن الحسم في أمر اللقب لايتم إلا خلال الأنفاس الأخيرة من الدوري، وهو الأمر ذاته الذي أتوقع أن يحدث هذا الموسم، والفريق الذي سيضبط أعصابه ويحسن استغلال مبارياته والتعامل معها بالشكل الأنسب هو من ستكون حظوظه وافرة للفوز باللقب، لا شيء حسم بعد والقادم كفيل بتحديد هوية البطل. - الحديث عن المستقبل يحيلنا بالضرورة إلى الحديث عن استراتيجية الفريق، هل لنا بمعرفة توجهها؟ بداية، أشدد على ضرورة تجاوز الضغط الذي ولدته المرحلة وما بلغناه من مستوى، الكل بتطوان ينتظر منا المزيد ومواصلة المشوار على النسق نفسه، وهو ما يجعلنا نشكل خصما لأنفسنا مما يفرض تجاوز الضغط قبل العمل بعدها على مواجهة المنافس، وهذا التوجه يحظى خلال الظرفية الحالية باهتمام كبير طالما أن المرحلة تفرض، وبقوة، ضرورة التحضير النفسي والتهيئ الذهني، طبعا بالموازاة مع ذلك نضع ضمن اهتماماتنا مواصلة منح الفرصة للاعبين شباب بغية تفجير مواهبهم لمنح الاضافة إلى الفريق. - سأعود معك قليلا إلى الوراء، ما حققته مع المغرب التطواني ليس بقيمة ما حققته مع الجيش، في نظرك ما أسباب تباين نتائجك مع الفريقين؟ أظن أن الجيش الملكي غير جلده بنسبة تناهز 90 في المائة، وهذا المعطى يفرض بشكل تلقائي الصبر على المجموعة طالما أنه شيء منتظر انطلاقا من كون أنه يصعب القيام بتغييرات كبيرة وحصد النتائج في توقيت ضيق، الفريق الآن في الطريق الصحيح وبلغ مراحل متقدمة من الانسجام وهو يتقوى دورة بعد أخرى وأظن أنه بإمكانه في غضون سنة أو سنتين العودة بقوة إلى سابق توهجه. - الملاحظ أنك تراهن على أسماء شابة عكس بعض المدربين الذين يعتمدون على لاعبين مجربين، ألا يؤرقك هذا التوجه؟ المعروف أن العامري في جميع الفرق التي حط بها الرحال يراهن على عنصر الشباب لأنه الكفيل بضمان الاستمرارية، داخل الجيش أقحمت لاعبين شباب هم يوقعون على مسار جيد الآن كأحمد خليل وأمين الكاس، فضلا عن الحارس الحمودي، وهو الشيء ذاته مع فريق المغرب التطواني، وهذا التوجه من ضمن قناعاتي لأنني لا أجد حرجا في اإقحام لاعبين شباب موهوبين ينقصهم فقط الاحتكاك لبلوغ مستويات عليا، وأظن أنه لم يقدم أي مدرب خلال السنوات الأخيرة على القيام بهذه الخطوة داخل الجيش، ولن أقول بأن الأمر يتعلق بميزة أو خاصية وإنما بقراءة وتصور مسبق للاعب قادر على تقديم الإضافة وما ينقصه فقط هو إعطاؤه الفرصة للقيام بالأمر، وهو الشيء الذي أقوم به حاليا في تطوان، وهذا مرده إلى كون كلمة «التخوف» لا توجد في قاموسي. - ما هي الأهداف التي سطرتها مع المكتب المسير؟ بعد الفوز بلقب دوري الأمل « شالنجر» كان هناك اجتماع مع الرئيس أسبوعا بعدها بهدف مناقشة بعض الأمور وقررنا بموجبها الاستمرار في التوجه الذي يقضي بالاعتماد على التشبيب وتغيير الاستراتيجية المتبعة سابقا في الفريق، والتي تعتمد بالأساس على جلب لاعبين يتحدرون من خارج المدينة، وفكرنا في هذا السياق في الاعتماد على مركز تكوين، سيفتتح عما قريب سيشرف على ادارته الإطار مصطفى الهاشمي، الذي قضى ما يناهز 25 سنة بالسويد كلاعب ومؤطر، وهكذا سنعتمد على المركز لتزويدنا بلاعبين، فضلا عن سعينا وراء التنقيب عن مواهب أخرى بفرق الهواة والقسم الثاني لإلحاقها به، وعليه فرهاننا هو تقوية دور مدرسة الفريق في تطعيم الفريق الأول بلاعبين جدد من خلال الاهتمام بالفئة العمرية بين 15 و18 سنة. - وماذا عن طبيعة العقد الذي يربطك بالمغرب التطواني؟ هو عقد يمتد لسنتين، اقترح علي مسؤولو الفريق توقيع عقد يمتد لأربع سنوات غير أنني فضلت ألا تتجاوز المدة سنتين وعلى ضوئها نقرر في مسألة التمديد من عدمه. - التحكيم والبرمجة حظيا بقسط كبير من الانتقاد، ما تعقيبك على هذا الأمر؟ نية التحكيم «مزيانة» فضلا عن كونه نجح في خلق التقارب بين الفرق، صحيح أن هناك أخطاء عانينا منها بدورنا كما كان الشأن عليه خلال مباراتنا الأخيرة لكن هذا لا يمنع من كونه قطع أشواط مهمة، البعض سيقول إن هناك العديد من حالات الأخطاء التحكيمية وهو ما سأعلق عليه بالقول إن الدوري الإسباني يشهد بدوره أخطاءا تحكيمية قاتلة، وما أردت قوله في هذا السياق هو أن الفرق التي تستغل بشكل جيد تجد نفسها في الصفوف الأمامية، فضلا عن كون البرمجة بدورها، رغم الانتقادات التي تطالها، أضحت أحسن مما كانت عليه ذلك أن الكل يتابع مراسيم القرعة وما ستسفر عنه الدورات من مواجهات تجعل الحظوظ متساوية دون تغليب كفة طرف على الآخر، دون أن ننسى أهمية النقل المباشر لكل المباريات في ضمان السير العادي للمباريات بالقدر الذي تحفز اللاعبين على الظهور بوجه مشرف. - نحن بصدد خوض النسخة الأولى للبطولة الاحترافية، هل لمست التغيير من منظورك كمدرب؟ ما سأقوله في هذا السياق هو كون الاحتراف في المغرب بمثابة شخص يقبل على شراء منزل « الأحباس» إذ يتوجب عليه إعادة بناء المنزل بعد هدمه بحكم أن حالته ليست بالشكل المطلوب، ونحن في المغرب في مرحلة الهدم ما يعني أننا في بداية الطريق وعليه فالتغييرات المرتقبة بعد تطبيق الاحتراف بمعناه الحقيقي لن تظهر سوى بعد سنوات، ومثلا من سمع بفريق الخميسات وما يعانيه سيقول إنه ليس هناك احتراف لكن إذا قمت بإطلالة على فرق أخرى ستقول إننا في الطريق الصحيح، وهذا يعني أن خطوة الاحتراف لها ايجابياتها وسلبياتها، والسلبيات ستزول تدريجيا. - إذا سألناك عن العناصر التي ترى أنها تستحق الالتحاق بالمنتخب المحلي فأي لاعبين من المغرب التطواني ستختار؟ (ضاحكا) إذا كان الأمر يتوقف علي فإنني أرى أن الفريق يستحق برمته أن يعزز صفوف المنتخب المحلي قياسا مع الوجه الجيد الذي ظهر به اللاعبون على امتداد دورات البطولة. - على ذكر المنتخب المحلي، هل أنت مع فكرة إسناد مهمة قيادته للناخب الوطني غيريتس؟ بالنسبة لي الأمر سيان، لا تهم جنسية المدرب لأن ما يهم هو تحضير المنتخب بالشكل الأمثل حتى يقدم ما هو منتظر منه، وما أود حصوله في هذا الاطار هو اختيار لاعبين دون سن 21 سنة، بمعنى خليط من الشبان والأولمبيين حتى يتم الاشتغال مع فئة عمرية أمامها الوقت لتطوير ملكاتها التقنية ومؤهلاتها البدنية، حتى يستفيد منها المنتخب الأولمبي والمحلي تحضيرا لها لموصلة التألق مع المنتخب الأول مستقبلا.