خلافا لما كان متوقعا عجزت المباراة التضامنية المنظمة من طرف برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ، والتي جمعت فريق أصدقاء زين الدين زيدان بأصدقاء البرازيلي رونالدو، عن تذويب جليد الخلاف القائم منذ أزيد من ثلاث سنوات بين المدرب بادو الزاكي واللاعب الدولي وعميد أسود الأطلس سابقا نور الدين النيبت، حيث كان الجميع يراهن على إنهاء نزاع يعود إلى رحلة المنتخب المغربي إلى كينيا، لكن لغة الصمت أجلت رهان سفراء النوايا الحسنة، بالرغم من المخطط الذي وضعه بعض اللاعبين الدوليين المغاربة لجعل مباراة فاس لقاء للمصالحة بين المدرب والعميد، قبل انطلاقة مباراة تضامنية يسعى المنظمون من خلالها إلى جمع مليون دولار. ساهم تعيين الزاكي مدربا لأصدقاء زيدان ووجود النيبت ضمن تشكيلة أصدقاء رونالدو في إبطال فكرة المصالحة التاريخية بين الرجلين بالرغم من المحاولات المبذولة في الكواليس والتي أحبطت بفعل التقسيم. سرق اللاعب الفرنسي دو الأصول الجزائرية زين الدين زيدان الأضواء من المبادرة الخيرية، حيث ظل الجميع يمني النفس بصورة تذكارية مع النجم العالمي أو مع بقية النجوم التي أثثت المباراة التضامنية التي احتضنها المركب الرياضي لمدينة فاس مساء أول أمس الإثنين أمام حضور جماهيري كبير زرع الدفء في مدرجات باردة. انصب الاهتمام على الأسماء التي عززت صفوف هذا الفريق أو ذاك، وظل فندق جنان فاس قبلة للعديد من المواطنين المحملين بآلات تصوير رقمية أو الكاميرات المثبتة في هواتفهم النقالة بحثا عن صورة تذكارية للحظة قد لا تتكرر، وتركز الاهتمام على اللاعب زيدان نجم ريال مدريد الذي بالغ المنظمون في تطويقه بحزام أمني خاص كاد في كثير من الأحيان أن يحيل مباراة لمكافحة الفقر إلى تكريس حقيقي للفوارق الطبقية بين بني البشر. وحظي لاعبون آخرون بنصيب من الاهتمام لكن بدرجة أقل من النجمين زيدان ورونالدو، بل إن البعض فضل أخذ صور تذكارية مع مجموعة من نجوم الكرة المغربية كالزاكي والنيبت وشيبو وبصير وبودربالة والداودي والحداوي ووادو وزاييري واللويسي والنجاري ورشيد الطاوسي وغيرهم من الأسماء التي لم تكن محصنة بطوق أمني. ولم ترق المباراة الخيرية إلى المستوى الفرجوي بفعل كثرة التغييرات التي شهدتها، لكن اللاعبة البرازيلية مارطا داسيلفا كانت أكثر إثارة للاهتمام لأدائها المتميز ومجاراتها للرجال دون أي مركب نقص، بالمقابل استاءت الجماهير الفاسية التي ملأت المدرجات من غياب أي لاعب فاسي بالرغم من الطابع الاستعراضي للمباراة، فيما سجل غياب بعض النجوم الذين أكدوا حضورهم قبل المواجهة كدبلبيرو وجوننينيو وهيلغيرا وسيدورف ونيدفيد... وقال زين الدين زيدان قبل المواجهة إن حضوره إلى المغرب يعتبر مجرد تلبية لنداء الواجب الذي يفرض على اللاعب أن يخصص حيزا للمبادرات الإحسانية، وأضاف أن اعتزاله الكرة لم يفقده حب اللعبة التي صنعت مجده، ووجه شكره للبرنامج الإنمائي العالمي الذي يصنع أفراح العديد من الفقراء في مختلف بقاع العالم. وعرفت المباراة التضامنية تضامنا بين رجال الإعلام الذين وجدوا صعوبات في الحصول على الاعتمادات الصحفية في عين المكان، بالرغم من أن العديد منهم راسلوا مؤسسة بوبلي سبور الإسبانية دون أن يتوصلوا بالبطائق، ومما أجج فورة الغضب توزيع أزيد من 800 اعتماد على إعلاميين حقيقيين ووهميين ما أدى في نهاية المطاف إلى تنظيم وقفة احتجاجية بالفندق انتهت بمنح «شارات يدوية» ووقف غضب الإعلاميين الذي كاد أن ينتهي بما تحمد عقباه، خاصة بعد تعرض أحد الزملاء لإصابة في رأسه. انتهت المباراة الخيرية بمحصول مالي محترم قدمه المستشهرون وباستقطاب نجوم من مختلف الأصناف ساهموا بحضورهم في تحويل الفكرة التضامنية إلى واقع ملموس.