كشف مصدر مطلع ل«المساء» أن وزراء العدالة والتنمية لن يركعوا خلال حفل الولاء الذي من المنتظر أن يكون قد تم أمس الثلاثاء في الرباط، وهو الحفل الذي يركع فيه جميع مسؤولي الدولة والوزراء والمنتخبين والعمال والولاة أمام الملك وهو على صهوة فرسه، وفق «برتوكول مخزني» أثار مؤخرا الكثير من الجدل بعد أن أزال الدستور الجديد طابع القداسة عن الملك. وقال المصدر ذاته إن وزراء حزب العدالة والتنمية سيحضرون حفل الولاء باعتبارهم مسؤولين لكن دون الركوع أمام الملك باعتبار الملكية اليوم لم تعد في حاجة إلى هذا «الطقس المخزني» مادام الملك يستمد شرعيته من الدستور وحوله إجماع ولم يعد أحد ينازع في هذه الشرعية؛ موضحا أن بعض قياديي العدالة والتنمية سبق لهم قبل استوزارهم أن انتقدوا الكيفية التي يتم بها الحفل، بل إنهم طالبوا، في رسالة موجهة إلى الملك، ب«إلغاء كافة المراسيم والتقاليد والطقوس المهينة والحاطة بالكرامة». وفتح إلغاء القداسة عن شخص الملك في الدستور الجديد الباب أمام البعض للمطالبة بتجديد شكل حفل الولاء بما يعطي انطباعا إيجابيا عن ملكية حديثة ومتجددة تتخلى عن طقوس القداسة، دون أن يشكل ذلك تنازلا مفترضا خاصة أن الملك محمد السادس، في بداية تولي الحكم، لم يظهر أي تشبث بمثل هذه الطقوس المخزنية خلافا لوالده الراحل الحسن الثاني. بالمقابل، يعتبر الرافضون لإلغاء حفل الولاء، أو إعادة النظر فيه تخليا مجانيا عن طقس موروث يرمز إلى تشبث بالعادات الموروثة وتمكين لشروط البيعة المتجددة التي تعتبر ركنا من أركان الارتباط والتعلق بالملكية. وكان بعض وزراء العدالة والتنمية اكتفوا فقط بتقبيل كتف الملك خلال أول استقبال لحكومة بنكيران.