أصيب عدد من الأشخاص في مواجهات عنيفة، وقعت، عصر أول أمس، بالمعلب البلدي بالقنيطرة، بين مجموعة من الشبان، بينهم «فيدورات» يعملون بالحانات الليلية، وبعض أنصار «إلتراس حلالة بويز»، الفصيل المشجع للنادي القنيطري لكرة القدم. وقال شهود عيان، إن شرارة هذه الاصطدامات اندلعت حين دخل أحد هؤلاء «الفيدورات» في مشادات كلامية مع مشجع قنيطري، قبل أن تتطور الأمور إلى سب وشتم وقذف واشتباكات بالأيدي، نتج عنها سقوط جرحى وتهشيم زجاج سيارة حارس دولي سابق وتخريب أخرى .
وأوضح الشهود، أن حدة المواجهات بلغت أشدها بعدما أقدم رفاق »الفيدور«، الذين يتهمهم الطرف الآخر في هذا الحادث بخدمة أجندة التيار المعارض للمكتب المسير للكاك بقيادة يوسف شيبو، إلى استعمال الأسلحة البيضاء والهراوات و«كريموجين» في عراكهم مع الفصيل المذكور، وهو ما أسفر عن وقوع مصابين بجروح ورضوض خطيرة وحالات إغماء بسبب استنشاق الضحايا للغاز المسيل للدموع، إضافة إلى خسائر مادية جسيمة .
وسادت فوضى عارمة المدرجات المغطاة بالملعب البلدي، الذي كان يشهد وقتها إجراء مباراة ودية بين «الكاك» ورجاء بني ملال، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، حيث بدت علامات الخوف والهلع على وجوه العشرات من المتفرجين الذين فضلوا مغادرة الملعب مسرعين خوفا من التعرض لمكروه، فيما ظل المئات من الأنصار بالمدرجات يهتفون باسم شيبو، ويطالبون بحضور الأمن للتصدي لمن وصفوهم ب»البلطجية«.
وتعرضت العديد من السيارات التي كانت موجودة بمحيط الملعب للتخريب، بينهم سيارة الحارس الدولي السابق عبد القادر البرازي، التي قام مجهولون بتهشيم زجاجها الخلفي، قبل أن يتم الاعتداء على سيارات أخرى.
ولم تستقر الأوضاع في الملعب إلا بعد وصول قوات الأمن إلى عين المكان، حيث حال حضورهم دون وقوع المزيد من الاشتباكات.
وعاينت «المساء»، رئيس جهاز الأمن العمومي بولاية أمن القنيطرة، وهو يحجز قنينة »كريموجين« التي استعملت في هذه المواجهات.
وكشف مصدر طبي، أن قسم المستعجلات بالمركب الاستشفائي الجهوي استقبل 8 مصابين بجروح متفاوتة الخطورة، وأضاف، أن اثنين منهم يعانيان من كسور على مستوى اليد، مؤكدا أن جميع الجرحى غادروا المستشفى بعدما تلقوا الإسعافات الضرورية.
إلى ذلك، فتحت مصالح الأمن الولائي تحقيقا شاملا للكشف عن ملابسات هذا الحادث، سيما بعدما تقدم الجرحى بشكاياتهم في الموضوع مرفوقة بشواهد طبية تحدد مدة عجزهم.