الطائرات الخاصة تحولت إلى وسيلة أساسية لنقل الكوكايين عبر إفريقيا وأوربا خلال السنوات الأخيرة، وهي وسيلة تحاول تجنب الحواجز الأرضية وصعوبة التنقل عبر الطرقات، وهو ما نجحت فيه شبكات الكوكايين إلى حد بعيد. استعمال الطائرات بين المغرب وإسبانيا بدأ منذ سنوات طويلة، وبالضبط في أوائل ثمانينيات القرن الماضي. وفي شمال المغرب، سبق أن تحطمت طائرة سنة 1981 في نفس المكان الذي يوجد فيه حاليا ميناء طنجة المتوسطي حينما كانت تحمل شحنة من مخدر الحشيش، وبقي حطامها في نفس المكان قريبا من الشاطئ لسنوات طويلة قبل أن يتم انتشاله عندما بدأت أشغال الميناء الجديد. وخلال السنوات الأخيرة، تم ضبط عدد كبير من الطائرات الصغيرة الخاصة في عدد من مناطق المغرب، وهي طائرات يصعب على أجهزة الرادار الإسبانية ضبطها عبر مضيق جبل طارق لأنها تحلق على علو جد منخفض، أما بالنسبة إلى المغرب فإن الحظ وحده يمكن أن يكشفها، كأن تصاب بعطب فلا تستطيع الإقلاع، أو تنجرف عن مسارها في حقل ما، أو يراها فلاح أو شخص عابر فيخبر السلطات. استعمال الطائرات في الماضي من أجل نقل المخدرات كان حالة معزولة، أما اليوم فشبكات تهريب الكوكايين تقتني أساطيل كاملة من الطائرات من أجل عملياتها بين القارتين الإفريقية والأوربية. وفي شهر يونيو الماضي فككت مصالح الأمن الإسبانية شبكة، تتكون من مغاربة وإسبان وكولومبيين، كانت تتوفر على عدد من الطائرات وترسانة من الأسلحة. الشبكة كانت تتوفر على طائرتين من طراز «جيت»، وأربع طائرات صغيرة من نوع «سيسنا»، من بينها طائرات من نفس نوع الطائرات التي ظهرت في فيلم «إمبراطورية الشمس» للمخرج الأمريكي ستيفان سبيلبرغ. وكانت مصالح الأمن الإسبانية تتقفى أثر هذه الشبكة منذ فبراير الماضي بين إسبانيا والبرتغال بعد أن تأكد لديها أنها تعمل بشكل مكثف على نقل الكوكايين بين المغرب وإسبانيا، حيث كانت تتوفر على قواعد خاصة، وتم ضبط عدد من قطع الأسلحة المتطورة من بينها أسلحة كلاشنيكوف ومسدسات وبنادق من صنع سويسري وإسرائيلي ومسدسات كاتمة للصوت.