تتقصى أجهزة الأمن بالقنيطرة عن ظروف وملابسات عمليتي اختطاف طالتا طفلين قاصرين في ظرف أسبوع فقط. وفوجئ المواطنون بدوار «الحنشة» بمنطقة «بئر الرامي»، أول أمس، باختفاء طفل في التاسعة من عمره حينما كان يلعب رفقة أقرانه في الحي، قبل أن يتوارى فجأة عن الأنظار. واستنفر هذا الحادث ساكنة المنطقة، خاصة أنه يعد الثاني من نوعه خلال الفترة المذكورة، بعدما سبق أن تعرض الطفل (ع. ق)، الذي لا يتعدى عمره 3 سنوات لعملية اختطاف في ال28 من الشهر المنصرم، ولم يظهر له أي أثر. وبعد طول بحث، ساد الاعتقاد في أوساط ساكنة المنطقة، التي تفرقت إلى مجموعات بحثا عن الطفل المختفي (ب. ك)، أن هذا الأخير سيكون مصيره نفس مآل الطفل الأول، قبل أن يتم العثور عليه في حالة إغماء بالقرب من ضيعة توجد بعيدا عن مكان سكناه، حيث تم نقله على وجه السرعة إلى المركب الاستشفائي الجهوي لتلقي الإسعافات الأولية. ووفق معلومات مؤكدة، فإن الضحية فقد وعيه بعد أن تعرض لمخدر قوي من طرف مجهول، وتشير شائعات تتداولها ألسن الساكنة بأصابع الاتهام إلى عصابة متخصصة في التجارة في الأعضاء البشرية بالوقوف وراء حوادث الاختطاف التي عرفتها منطقتهم في الآونة الأخيرة. إلى ذلك أوفدت الشرطة فريقا أمنيا إلى المكان، حيث عاينت عناصر الشرطة التقنية والعلمية المكان الذي وجد فيه الطفل المختفي مرميا وهو في حالة غيبوبة. وأدى حادث اختطاف الطفلين إلى حالة من الهلع انتابت آباء وأولياء الأطفال بحي «بئر الرامي»، خوفا على فلذات أكبادهم من أن يلقوا المصير نفسه. من جهتها، قالت نجاة أنوار، رئيس جمعية «ماتقيش ولدي»، إنها تتابع بقلق شديد حالات اختفاء الأطفال في ظروف غامضة، وأضافت أن التطورات الأخيرة، تدفع جمعيتها إلى دق ناقوس الخطر من جديد إزاء التردي المخيف لوضعية الطفولة. وطالبت أنوار السلطات الأمنية بالوصول إلى مرتكبي هذا الأفعال الإجرامية الشنيعة في أقرب الآجال لإعادة الطمأنينة والسكينة إلى قلوب أسر المنطقة، مشددة على ضرورة ضمان المتابعة القضائية حول ما حدث، وترتيب الإجراءات القانونية الصارمة في حق الجاني أو الجناة حتى لا يتكرر ذلك.