عاد ملف المنشطات بقوة إلى الواجهة بعد ثبوت تعاطي العداءة مريم العلوي السلسولي لمادة منشطة محظورة، مما حرمها مؤقتا من المشاركة في الأولمبياد، بل إن هذه البطلة التي كان معولا عليها أن تصعد إلى منصة التتويج في مسافة 1500 متر باتت مهددة بالإيقاف مدى الحياة. وإذا كانت السلسولي توجد اليوم في قلب «عاصفة» المنشطات، ومعها جامعة ألعاب القوى، فإن السلسولي في واقع الأمر قبل أن تكون مذنبة، فإنها ضحية لواقع رياضي يغرس في الممارسين تحقيق النتائج بأي ثمن، بل ويشجع منذ سنوات على الغش والتزوير والتلاعب من أجل اختصار الزمن وتحقيق إنجازات «وهمية» وربح المال. لقد بدأت ظاهرة المنشطات في المغرب منذ سنة 1988 عندما سقط بطل رمي الرمح حسن شاهين في أحد الاختبارات، ثم عادت الظاهرة بقوة في سنة 1998 بعد ثبوت تعاطي عداءة 100 متر سهام حنفي لمادة منشطة محظورة في الألعاب العربية بالأردن، قبل أن تستفحل الظاهرة ويسقط مجموعة من العدائين في الاختبارات كابراهيم بولامي وعادل الكوش وأيت حمو والسلسولي وجمال الشطبي وعبد الرحيم الكومري والقائمة طويلة... إلى درجة فاق معها عدد المتورطين في تناول المنشطات 60 عداء وعداءة. إنه رقم مهول، يكشف بالملموس أن المنشطات في المغرب ليست ظاهرة فردية، ولكنها عمل منظم وأن الرياضيين المتورطين يعرفون جيدا الجهات التي تزودهم بهذه المواد التي تخرب الجسد وتقتل المنافسة وتقدم صورة سيئة عن المغرب. وإذا كانت اللجنة الأولمبية والاتحاد الدولي لألعاب القوى والوكالة الدولية لمكافحة المنشطات يتجهون اليوم إلى أن تشمل العقوبات أيضا محيط العداء، والمقصود به المدرب والإدارة التقنية والجامعة التي ينتمي إليها، فإنه حان الوقت اليوم في المغرب لإخراج قانون مكافحة المنشطات إلى حيز الوجود، وأن تصبح مكافحة المنشطات أولوية في المجال الرياضي، وأن يدرك المتورطون أن الأمر لن يظل حبيس العقوبات التي تصدرها الجامعة بناء على قوانين الاتحاد الدولي، بل يجب أن يدخل هذا الملف إلى القضاء، فيكفي أن تطالب النيابة العامة المصالح الأمنية بالاستماع إلى العدائين المتورطين وستتضح الكثير من خيوط اللعبة، وسيتم كشف الأشخاص الذين يزودون الرياضيين بهذه المواد وكذا الطريقة التي تدخل بها إلى المغرب لتصل إلى المركز الوطني لألعاب القوى. على الجامعة كذلك هي الأخرى أن لا يكون تحركها لمحاربة الظاهرة مناسباتيا، و تحكمه فقط ردود الفعل، مثلما وقع بعد قضية السلسولي، لأن الأمر يتعلق بسمعة المغرب ورياضييه.