دعا محمد الحمداوي، رئيس حركة «التوحيد والإصلاح»، حكومة بنكيران دون الإشارة إليها بالاسم إلى عدم الاستسلام للوبيات الفساد بالمغرب، معتبرا أنها تملك حاليا فرصة تاريخية ينبغي استثمارها لتحقيق إقلاع حضاري جديد تساهم فيه الحركات الإسلامية من موقع المسؤولية. وأوضح الحمداوي، أمس الجمعة، في افتتاحية لجريدة «التجديد»، بأن المطلوب من قوى الإصلاح هو عدم الوقوع ضحية الانفعالات والتصرفات المحكومة بردود الأفعال، والعمل بذهنية استراتيجية لتنزيل مشروع الإصلاح، بما يقتضيه ذلك من تحديد الأولويات وترتيبها بناء على فقه الواقع وفقه الموازنات والمآلات، وتحديد أيها أوجب بالتقديم وأيهما يمكن تأجيله أو تأخيره. ونصح رئيس «التوحيد والإصلاح» الحكومة بعدم السقوط في فخ «الاحتواء»، الذي يبدأ بالإشراك والإدماج ويمر بالانحراف والاعوجاج لينتهي إلى الإقصاء والإخراج، خاصة عندما يتم استحضار المؤثر للجهات التي إما فشلت انتخابيا أو فشلت مشاريعها التحكمية واستمرارها في حياكة الخطط وتدبير المكائد. واعتبر محمد الحمداوي أن السقوط في هذا الفخ لا يتوقف فقط على وجود الإرادة لدى الجهات المذكورة في احتواء الإسلاميين وإفشال تجربتهم، وإنما يتوقف أساسا على مدى قابلية هؤلاء الإسلاميين للاحتواء، وكذا مدى صمودهم في مواجهة خطط الخصوم، التي تتركز في ثلاثة مداخل: الأول يتمثل في «الاستدراج»، والثاني يتمثل في «الاتهام بالاعوجاج»، والثالث يتمثل في «الإزعاج». وخلص الحمداوي إلى أن مواجهة هذه الخطة لا تكون بالنأي بالنفس عن المشاركة والانسحاب منها كما تلمح إلى ذلك بعض الأصوات، وإنما المطلوب هو التحلي بمستوى عال من الصبر والتحمل وطول النفس، والإصرار والصمود والثبات، مع الإبداع والتنويع في آليات المدافعة والتدافع مع الفساد، مشيرا إلى أن الحكومة يجب أن تركز جهودها حاليا على الانشغال بالإنجاز والحذر من الاستدراج والاعوجاج والإزعاج.