سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحمداوي يطلق النار على وزراء بنكيران ويتهمهم ب«الرضوخ» للوبيات الفساد قال إن المغاربة صوتوا للحركة الإسلامية من أجل الإصلاح والتوحيد والإصلاح لن تكون خلية تابعة للحكومة
بعد أزيد من مائة يوم على تنصيب حكومة عبد الإله بنكيران خرجت حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، عن صمتها بخصوص أداء الحكومة. ووجه أحمد الحمداوي، رئيس الحركة رسالة شديدة اللهجة إلى حكومة بنكيران داعيا إياها إلى ضرورة السير في الإصلاح وعدم التحجج بوجود لوبيات الفساد. وقال الحمداوي، خلال لقاء نظمته حركته أول أمس بالقنيطرة، إن الذين صوتوا على العدالة والتنمية ينتظرون منه عملا على الأرض وليس الشكوى من وجود جيوب مقاومة، مؤكدا في الوقت نفسه على أن الجماهير الشعبية لم تصوت على الحركة الإسلامية لتسمع منها أنها عجزت عن إحداث الإصلاح بسبب لوبيات مقاومة الإصلاح. وانتقد الحمداوي الخطاب السياسي، الذي يتحجج بوجود لوبيات للفساد تعرقل أداء الحكومة وتمنعها من المضي في المسار الإصلاحي، مشيرا إلى أن مرحلة خطاب المظلومية انتهت. ووجه الحمداوي خطابه إلى أصحاب هذا التبرير قائلا: «إذا كنت جئت إلى الحكومة لتقول للناس لم يتركوني لتحقيق الإصلاح، فإنه كان عليك في البدء أن تحسن التقدير وأن تقرأ شروط اللحظة وألا تشارك». وأكد الحمداوي على أن التدافع قائم دائما بين دعاة الإصلاح وجيوب مقاومته، لكن المطلوب اليوم في هذه المرحلة وجود قوة اقتراحية وسياسة تدبيرية تحسن قراءة اللحظة وتنتج السياسات العمومية التي تحقق مكاسب حقيقية تتقدم بمشروع الإصلاح». وبخصوص علاقة حركته بحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، أكد الحمداوي أن حركته لن تبرح مواقعها الدعوية، وقال إن حركته لن تصبح خلية تابعة للحكومة، تتماهى معها وتنخرط كلية في أجندتها، معتبرا أن الحركة اختارت خيار التمايز عن الحزب وعن العمل الحكومي وانصرفت نحو التدافع المؤسساتي والمجتمعي، خصوصا في قضايا الهوية والقيم، ورفضت خيار التماهي مع التجربة الحكومية والسعي لإنجاحها والدفاع عنها والانخراط الكلي في استحقاقاتها. وأوضح حمداوي أن صيغة العلاقة بين حركته والتجربة الحكومية تتمثل في كونها «علاقة إسناد من غير استلاب وتمايز دون انسحاب». وقال بهذا الخصوص: «نحن نرفض منطق الوصاية الدعوية على التنظيمات السياسية، لأن هذه الوصاية كانت لها آثار كارثية على التجارب الإسلامية المشرقية». وطالب الحمداوي في كلمته بالتمييز في العمل الإسلامي بين الطموحات الكبرى والأهداف الواقعية، مبرزا أنه إذا كان حزب العدالة والتنمية قد فاز في الانتخابات، فإن نسبة فوزه لم تتجاوز 27 في المائة، وأنه إذا كان يقود الحكومة فإنه لا يقودها بمفرده، بل بتحالف رباعي. ودعا الحمداوي في سياق شرح نظرية الحركة في التدافع الحضاري إلى استثمار التحولات التي طرأت لإجراء تجديد أساسي على مستوى الخطاب الدعوي، وقال: «سيكون من الخطأ الاستمرار في اعتماد منطق المظلومية في الخطاب الدعوي أو السياسي، لأنه وقعت تحولات قادت الحركة الإسلامية إلى المشاركة في التدبير الحكومي»، مضيفا أن «الأولوية اليوم هي للقوة الاقتراحية لحل المشاكل وتلبية متطلبات الانتظارات الشعبية».