اندلع حريق مهول داخل الحي الجامعي التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، مما تسبب في خسائر فادحة دون تسجيل ضحايا. وبحسب مصادر عليمة، فإنه في حدود الثانية عشرة والنصف من ظهر أول أمس الخميس شبت النيران في آلة غسيل خاصة بغسل أفرشة الطلبة داخل الحي الجامعي جراء تماس كهربائي، مما أدى إلى انتشارها بشكل كثيف ومهول في باقي المناطق المجاورة لمكان التماس، الذي كان قريبا من كومة من القطن. وقد فوجئت عاملات النظافة، اللواتي كن منهمكات في أعمال جانبية بعد أن تركن الغسالة مشغلة، باندلاع النيران بعد صدور دوي انفجار، وبسرعة بدأت النيران تلتهم كل الأشياء الموجودة أمامها، مما جعلها تأتي على جل الأفرشة والأسرة الموجودة داخل المخزن. واستنادا إلى معطيات مؤكدة، فإن ما لا يقل عن 700 فراش وسرير التهمتها النيران، إضافة على إتلاف آلة كبيرة للغسيل، وتشويه جدران بعض الخزانات الضخمة الموجودة داخل الحي الجامعي. الحادث لم يتزامن، لحسن الحظ، مع وجود الطلبة داخل الحي الجامعي، على اعتبار أنهم غادروا المؤسسة بعد انتهاء الموسم الدراسي، وإلا فإن ذلك كان سيؤدي إلى كارثة بشرية. وبالرغم من مجهودات بعض العاملين لإخماد النيران، فإن ذلك لم يجد نفعا، مما حتم إخبار مصالح الوقاية المدنية التي هرعت صوب مكان الحادث، مجهزة بعتاد كبير وحشد من أفراد التدخل. وقد شرع ما لا يقل عن 50 عنصرا من الوقاية المدنية في إخماد النيران، مستعملين ثلاث سيارات لضخ المياه، وسيارتي إسعاف تحسبا لأي طارئ، لكن بالرغم من هذا العتاد والحشد، فإن مهمة مصالح الوقاية المدنية كانت صعبة، بسبب قوة النيران، التي زادت من حدتها وهولها الحرارة المرتفعة التي تضرب مدينة مراكش هذه الأيام. وبعد أزيد من ثلاث ساعات على عملية إخماد الحريق وإنقاذ الطاقم العامل بالحي الجامعي والأجهزة والمعدات الموجودة بالمؤسسة، تمكنت مصالح الوقاية المدنية من إخماد الحريق والسيطرة على الوضع، لتنطلق المصالح الأمنية في التحقيق حول ملابسات الحادث المروع.