قتل أكثر من 300 شخص، غالبيتهم من المدنيين، أول أمس الخميس في أعمال قمع ومعارك في أنحاء مختلفة من سوريا، في ما يُشكّل أعلى حصيلة يومية منذ بدء الانتفاضة الشعبية قبل 16 شهرا، فيما ما زالت روسيا والصين تواصلان «التغطية» على المجازر التي يقترفها نظام الأسد، حيث استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد قرارٍ لمجلس الأمن يهدد بعقوبات ضد سوريا. وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 139 مدنيا على الأقل و98 جنديا و65 معارضا مسلحا قتلوا. وأضاف: «إنها الحصيلة الأعلى منذ بدء الانتفاضة، سواء لجهة عدد المقاتلين أو الثوار أو الجنود». وقد سُجِّلت أعلى حصيلة في محافظة دمشق وبلغت 47 مدنيا و23 مقاتلا. وتشهد العاصمة دمشق منذ ستة أيام مواجهات بين مقاتلين مسلحين والجيش النظامي، مؤازرا ب»الشبيحة». وقد تصاعدت وتيرة القتال أول أمس الخميس في أنحاء مختلفة من البلاد، عقب مقتل أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين يوم الأربعاء، في هجوم انتحاري. وأفادت تقارير إعلامية أن القوات الحكومية قد استخدمت المروحيات والدبابات لأول مرة في القتال الدائر داخل العاصمة. وقال حقوقيون إن «القوات النظامية اقتحمت، مُؤازَرة بأكثر من 15 دبابة، الشارع الرئيسي في حي القابون الدمشقي»، مضيفين أن ناقلات الجند المدرعة استخدمت، أيضا، في الاقتحام. ونقلت وكالة «رويترز» عن سكان في العاصمة قولهم إن قوات الأمن واصلت قصف أحياء في دمشق باستخدام المروحيات، وقال بعضهم إن انفجارات وقعت في إحياء شمال شرق وجنوب العاصمة، فيما ادّعت وسائل الإعلام الحكومية أن قوات الأمن بدأت عمليات لها في مناطق مختلفة شهدت اشتباكات في الأيام الأخيرة، معظمها في الجنوب الغربي والشمال الشرقي وأفضت إلى مقتل كثير ممن وصفتهم ب»الإرهابيين». وفي تطور آخر، أعلنت المعارضة المسلحة سيطرتها على معابر على الحدود مع كل من العراق وتركيا. وأوضحت مصادر «الجيش السوري الحر» أنهم سيطروا على المعبر الحدودي على الطريق السريع الرابط بين بغداد ودمشق في بلدة «البوكمال» السورية الحدودية. كما أعلنت سيطرتهم على معبر «باب الهوى» على الحدود السورية -التركية في محافظة إدلب. وأظهر شريط مصور بثته مصادر المعارضة مقاتليها وهم يتسلقون سطح البناية ويعبثون بصور الرئيس الأسد بعد انسحاب القوات النظامية من هذا المعبر. كما ظهر صفّ من الشاحنات المتوقفة على المعبر التجاري المغلق بسبب القتال الدائر حوله. وكان وكيل وزارة الداخلية العراقية عدنان الأسدي قد أكد، في تصريحات صحافية، أن قوات «الجيش السوري الحر» فرضت سيطرتها على كل المعابر الحدودية بين العراق وسوريا. من جهة أخرى، أعلن النظام، أمس الجمعة، وفاة رئيس مكتب الأمن القومي، هشام اختيار، متأثرا بجروح أصيب بها في تفجير مبنى المكتب خلال اجتماع لمسؤولين أمنيين. وتأتي هذه المعلومات بينما تنظم اليوم جنازة وطنية للمسؤولين الأمنيين السوريين الثلاثة الذين قتلوا، يوم الأربعاء الماضي، في التفجير قبل نقل جثمان كل واحد من المسؤولين إلى مدينته لدفنه فيها. وقد قتل وزير الدفاع، داوود راجحة، ونائبه، آصف شوكت، ومسؤول «خلية الأزمة»، حسن توركماني، في تفجير استهدف مقر الأمن القومي في دمشق وشكّل ضربة قاسية للجهاز الأمني السوري.