توفي، ليلة أول أمس الأحد في المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، صالح وراق، البائع المتجول الذي كان قد أضرم النار في جسده خلال الأسبوع الماضي في مدينة وادي زم، أمام أعين رجال السلطات المحلية لإقليم خريبكة، خلال افتتاح مهرجان «عبيدات الرمى» وسط ساحة الشهداء، احتجاجا على إقصائه من الاستفادة من بقعة أرضية ضمن مشروع مخصص للباعة المتجولين. وقد تجمهر أمام منزل وراق، في حي «الحرشة»، الشعبي، في وادي زم صباح أمس، مئات المواطنين والحقوقيين والنقابيين، ينتمون إلى منظمات نقابية مختلفة، من ضمنها الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، كما دخلت كل من جماعة العدل والإحسان والحزب الاشتراكي الموحد على الخط في القضية، حيث يسود الاحتقان منذ أسبوع وسط ساكنة المدينة. وطالبت الفعاليات الحقوقية بفتح تحقيق قضائي لتحديد المسؤوليات في ما جرى أمام أعين السلطات المحلية والمنتخبة. وكان أعضاء من الفرع المحلي للحزب الاشتراكي الموحد قد زاروا بيت وراق وعبّروا عن استنكارهم وتضامنهم مع العائلة، المكونة من أربعة أبناء، كما عبّروا عن استيائهم من الخصاص الذي يعاني منه المستشفى المحلي في المدينة، حيث تعذر علاج وراق، الذي نقل إلى خريبكة وبعدها إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، حيث تعذر إنقاذ الضحية. وكانت المصالح الأمنية في مفوضية الشرطة في وادي زم قد اعتقلت وراق قبل افتتاح «مهرجان عبيدات الرمى» يوم 10 يوليوز الجاري، حيث نقل إلى مقر الضابطة القضائية، وبعد تنقيط اسمه تبيّن أنه لا يتوفر على سوابق قضائية وأطلق سراحه، وبعدها عاد، من جديد، إلى ساحة الشهداء وقام بإضرام النار في جسده. وأكدت عائلة الضحية، في اتصال ب»المساء»، أن البائع المتجول أضرم النار في جسده بسبب حرمانه من الاستفادة من بقعة أرضية في إطار ترحيل عدد من الباعة المتجولين من «طريق سوق الاثنين» إلى «السوق القديمة»، المجاورة لملعب الكرة الحديدية، حيث استفاد عدد من الباعة المتجولين، وبعد فقدانه الأمل في أمر إدراحج اسمه ضمن قائمة المستفيدين، اختار وراق الاحتجاج أمام أعين رجال السلطات المحلية عن طريق إضرام النار في جسده، وهو يردد عبارة «أخذوا مني رزقي»..