أقدم شخصان، أول أمس الاثنين، على إحراق نفسيهما بكل من مدينتي الناظورووادي زم. ففي خطوة أدخلتها إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، عمدت سيدة إلى إضرام النار في أجزاء من جسدها بمقر المنطقة الأمنية بمدينة الناظور احتجاجا على عدم اعتقال زوجها، وإهمال شكاية سبق أن تقدمت بها ضده. أما في وادي زم فقد أقدم بائع متجول على إحراق ذاته وسط ساحة الشهداء، أثناء افتتاح مهرجان عبيدات الرمى بحضور عدد من رجال السلطات المحلية بعمالة إقليماخريبكة. وقالت مصادر «المساء» إن السيدة، التي لا يتجاوز عمرها 26 سنة، والتي تعيش حياة زوجية غير مستقرة، باغتت موظفي الأمن بسكب مادة البنزين التي كانت تخفيها، على جسدها وأشعلت في نفسها النار. وأوردت المصادر أن السيدة، وهي أم لثلاثة أبناء، يرجح أنها غير مستوعبة للإجراءات القانونية المعمول بها في مثل هذه الشكايات، لذلك فقد اعتقدت أن للشرطة مطلق الصلاحيات في تنفيذ الاعتقال بمجرد التقدم بشكاية، دون الرجوع إلى تعليمات النيابة العامة. وجعلها هذا الوضع تعتقد أن شكايتها تعرضت للإهمال، ما جعلها تدخل إلى مقر الأمن، وهي تخفي قارورة البنزين في حقيبتها اليدوية، وتنتظر الفرصة الملائمة لإحراق جسدها بغية إثارة الانتباه إلى وضعها الأسري. أما بائع وادي زم «ص. و» فقد قام بإحراق ذاته احتجاجا على إقصائه من عدم الحصول على بقعة داخل السوق القديم بمدينة وادي زم، بعدما قامت السلطات المحلية بترحيل عدد من الباعة المتجولين من طريق «سوق الاثنين» الأسابيع الماضية إلى السوق المجاور لملعب الكرة الحديدية وسط المدينة، مما أدى إلى إصابته بمرض نفسي، على حد تعبير أحد أفراد أسرته، حيث كان المعيل الوحيد لعائلته. وحسب مصدر مطلع، فقد اعتقلت المصالح الأمنية وراق قبل افتتاح المهرجان مساء أول أمس، حيث كانت تحوم شكوك حول إخفائه محلول «الدوليو»، وقامت بنقله إلى خارج الساحة، وبعد ساعة من الإفراج عاد من جديد حيث أشعل النار في جسده وهو يردد عبارة: «أخذو مني رزقي»، وفق ما جاء في تصريحات أفراد عائلته. مصدر أمني أكد في اتصال ب»المساء» أن الأمر يتعلق بمياوم، أوقفته المصالح الأمنية قبل انطلاق المهرجان بسبب تصرفاته، ونقل إلى مصلحة الأمنية بمفوضية الشرطة بالمدينة، وبعد التحقيق من هويته، اتضح للمصالح الأمنية أنه ليس هناك مذكرات بحث في حقه، فتم إطلاق سراحه وعاد من جديد إلى ساحة الشهداء، حيث أشعل النار في جسده فأصيب بحروق من الدرجة الثانية. ونقل وراق إلى مستشفى محمد الخامس بوادي زم، حيث عرفت حالته الصحية ترديا خطيرا وبعدها نقل إلى مدينة خريبكة على وجه السرعة، بعدما تعذر علاجه بسبب غياب التجهيزات الكافية، حيث تعطلت سيارة الإسعاف حوالي 45 دقيقة في إسعافه، بسبب عدم توفرها على الأكسجين، حسب تصريحات أفراد أسرته.