عبد الرحيم ندير مع اقتراب شهر رمضان، بدأت بوادر أسعار قياسية للسمك تلوح في الأفق، فالأثمنة المعمول بها في الأسواق قفزت هذا الأسبوع بنسب تختلف وتتباين حسب نوعية السمك، لكنها على العموم تتراوح بين 7 و30 في المائة. وحسب بائعي الأسماك، فقد ارتفع سعر الكيلوغرام من «السردين» إلى أكثر من 15 درهما، بينما ارتفع سعر «الصول» إلى حوالي 50 درهما للكيلوغرام، أما «الميرلا» فسعر الكيلوغرام منها تجاوز 80 درهما، بينما قفز سعر الكيلوغرام من «القيمرون» إلى ما بين 70 و100 درهم حسب الجودة. ويعزو البائعون هذه القفزة في أسعار السمك إلى ارتفاع أثمنته في أسواق الجملة، معتبرين أن الوسطاء والسماسرة الذين يتدخلون في مختلف مراحل عملية تسويق السمك يلعبون دورا أساسيا في ارتفاع الثمن، ففي كل حلقة يمر منها السمك يحاول الوسيط توفير هامش ربح مريح إلى أن يصل السمك إلى المستهلك بأسعار قياسية. ويؤكد البائعون أن هؤلاء الوسطاء يستغلون الفترات المعروفة بالإقبال الكثيف على استهلاك السمك، مثل شهر رمضان، من أجل الزيادة في الأسعار بشكل عشوائي أحيانا لا يخضع لمنطق العرض والطلب، متوقعين أن تصل الأسعار خلال رمضان المقبل إلى مستويات غير مسبوقة. وبالفعل، فهناك اختلاف كبير بين الأسعار بالجملة والتقسيط، فجولة صغيرة في سوق الجملة للأسماك بالدار البيضاء، تؤكد أن أثمنة بعض أنواع السمك يمكن أن تكون أقل بما بين 30 و50 في المائة مقارنة مع الأسعار المعمول بها عند الباعة بالتقسيط، خاصة أن تحديد السعر في سوق الجملة يخضع لآليات السوق المبنية على العرض والطلب. وهذه المسألة يؤكدها مسؤول في المكتب للصيد البحري، حيث يرى المسؤول أن الكميات المصطادة عرفت ارتفاعا ملموسا في الآونة الأخيرة، وبالتالي كان من المفروض أن تتخذ الأسعار منحى تنازليا، غير أن ما وقع هو ارتفاع قياسي للأسعار، ما يثبت، في نظره، تدخلا كبيرا لعدد من الوسطاء والسماسرة، الذين يظل من مصلحتهم ارتفاع الأسعار. على مستوى آخر، وحسب المكتب الوطني للصيد البحري، فإن قيمة الأسماك المصطادة في إطار الصيد الساحلي والتقليدي ارتفعت إلى أكثر من 1.94 مليار درهم متم ماي الماضي، وذلك من تسويق حوالي 379062 طنا، مسجلة ارتفاعا على أساس سنوي بنسبة 52 في المائة من حيث الوزن وركودا على مستوى القيمة. وأوضح المكتب الوطني للصيد البحري، في آخر إحصاءاته المتعلقة بأنشطة الصيد الساحلي والتقليدي بالمغرب خلال شهر ماي، أن قيمة الكميات المصطادة بلغت في شهر ماي 700.52 مليون درهم، في مقابل 523.17 مليون درهم سنة قبل ذلك، بتسجيل زيادة قدرها 34 في المائة من حيث القيمة و69 في المائة من حيث الوزن. وعزا المكتب هذه الزيادة إلى ارتفاع قيمة الكميات المصطادة من أسماك السردين والإسقمري والأنشوفة على التوالي ب 82 و66 و72 في المائة، وحجمها على التوالي ب 74 و99 و103 في المائة متم ماي مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.