تتحدى أسعار الأسماك في رمضان القدرة الشرائية لأغلب الأسر المغربية، فقد قفزت إلى مستويات قياسية، مدفوعة بالنشاط الكبير للمضاربين الذين ينتهزون فرصة ارتفاع الطلب على السمك في الشهر الفضيل. في العشرة أيام الأولى من رمضان، بلغت أسعار الأسماك عند البيع بالتقسيط مستويات بعيدة جدا عن تلك المعتمدة، فالميرلان لا ينزل عن سعر 70 درهما للكيلوغرام والفرخ استقر في حدود 40 درهما للكيلوغرام و الكروفيت يتعدى سعره 90 درهما للكيلوغرام، و السردين قلما ينخفض سعره عن 15 درهما. وتشير بعض المعطيات، التي نقلتها تقارير صحفية عن المكتب الوطني للصيد، إلى الهوة السحيقة بين أسعار التقسيط و متوسط أسعار الجملة التي بيعت بها الأسماك في النصف الأول من السنة الجارية، فمتوسط سعر السردين بلغ 2.5 درهم للكيلوغرام والسمك الأبيض 14.9 درهما .. بل إن تلك المعطيات تشير إلى ارتفاع كميات الأسماك المصطادة من قبل الصيد الساحلي والتقليدي في النصف الأول من السنة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، حيث قفزت من 322.7 ألف طن إلى 378.4 ألف طن. جولة في الأسواق الرسمية للأسماك في أحياء الدارالبيضاء، تؤكد أن المضاربة نشطت في شهر رمضان، على اعتبار أن ثمة العديد من المتدخلين، الذين يمتدون من الصيادين إلى البائعين بالجملة، فالموزعين، ثم البائعين بالتقسيط، غير أن ارتفاع الطلب في شهر رمضان قد يعززه ظهور وسطاء آخرين، من قبيل الأشخاص الذين يتعاطون النقل، حيث يبحث الجميع عن هامش ربح، يأخذ في التعاظم لينعكس على السعر النهائي الذي يؤديه المستهلك. وفي الوقت الذي يضطر البعض إلى بذل الكثير من أجل الفوز ببغيته من السمك، فإن عملية البيع تحيط بها الكثير من الأخطار التي تهدد صحة المستهلك، في ظل ضعف الرقابة التي تتناول الجودة، ففي بعض الأسواق الرسمية و في الأسواق المرتجلة في الأزقة، تعرض الأسماك بطريقة لا تراعي الشروط الواجبة التي تحافظ على طراوة تلك المادة الحساسة وتستحضر صحة المستهلك.