تعيش أمريكا على وقع فضيحة جنسية هزت الرأي العام بعدما كشف تقرير رسمي أن مدربا في كرة القدم بجامعة بنسلفانيا الحكومية كان يستغل الأطفال جنسيا لفترة طويلة دون أن تقدم إدارة الجامعة على إبلاغ الشرطة أو حماية الأطفال المستغلين خوفا من الفضيحة. وأدانت هيئة قضائية قبل فترة مدرب كرة القدم «جيري سانداسكي» بأكثر من ثلاثين تهمة لها علاقة بالاستغلال الجنسي للأطفال، فيما وصفه مصدر قضائي بأنه رجل شيطان يستحق أن «يغمل» في السجن، وألقى تحقيق أنجزه مكتب «إف بي آي» مزيدا من الضوء على هذه الفضيحة المدوية التي هزت الرأي العام في أمريكا. قبل أكثر من سنتين نشرت صحيفة محلية صغيرة في ولاية بنسلفانيا خبرا يكشف عن تعرض طفلين للتحرش الجنسي من طرف واحد من أكثر الرجال نفوذا في ولاية بنسلفانيا وهو «جيري سانداسكي»، مدرب لعبة كرة القدم في واحدة من أعرق الجامعات الأمريكية وهي جامعة بنسلفانيا الحكومية. الجامعة نفت بشكل مطلق الخبر ولم تتردد في استعمال ثقلها السياسي والأكاديمي من أجل إقبار أي محاولة صحفية للنبش في هذا الموضوع. لكن الصحيفة عادت للحديث عن هذا الموضوع قبل أشهر وسارت على منوالها عدد من الصحف الأمريكية الوطنية ووسائل الإعلام المرئية، مما فجر واحدة من أفظع حالات اغتصاب الأطفال التي شهدتها أمريكا منذ فترة طويلة، حسبما وصفها عدد من المحليين السياسيين والمعلقين الأمريكيين على شبكات الكيبل التلفزيونية.
تقرير مخزٍِِِ نشر يوم الخميس الماضي لويس فريح، الرئيس السابق لجهاز الشرطة الفيدرالي المعروف اختصارا ب«إف بي آي» تقريرا مفصلا عما صار يعرف في أمريكا بفضيحة «سانداسكي». وأكد التقرير بما لا يدع مجالا للشك أن مدرب كرة القدم الأمريكية في جامعة بنسلفانيا «جيري سانداسكي» استغل أكثر من 30 طفلا جنسيا على مدى أكثر من عقدين من الزمن عبر عمله مدربا لفريق كرة القدم وأيضا من خلال منظمته الخيرية «ساكند مايل». وأفاد التقرير الذي أثار ضجة كبرى في أمريكا، أن شهودا قالوا إنهم رأوا «سانداسكي» يمارس الجنس الفموي على طفل صغير في حمامات الجامعة منذ 1996 وأنهم أبلغوا المدرب الرئيسي لفريق كرة القدم بالجامعة «جو باتيرنو» وأنه تعهد بإبلاغ السلطات وإدارة الجامعة لكنه لم يفعل. كما أضاف التقرير أن «جيري سانداسكي» مارس شذوذه الجنسي على الأطفال الذين كانوا يزورون الجامعة أو يتدربون مع فريقها الرسمي الذي يعد أغنى فريق كرة قدم جامعي في أمريكا ويقدر دخله بمئات الملايين من الدولارات سنويا. وأكد التقرير أيضا بأن رئيس جامعة «بنسلفانيا» غراهام سبانيارد رد على إبلاغه بوجود إشاعات عن تعرض أطفال للاغتصاب والتحرش الجنسي على يد «جيري سانداسكي» داخل حرم الجامعة بالصمت، وممارسة الضغوط على الشهود لمنعهم من إبلاغ الشرطة أو السلطات المعنية بحماية الأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية، وذلك خوفا من المساس بسمعة الجامعة العريقة وفقدانها لمصداقيتها وربما فشلها في الحصول على تبرعات أثرياء أمريكا الذين لا يبخلون بملايينهم سنويا في حفلات جمع التبرعات التي تنظمها الجامعة. ووصف عدد كبير من المعلقين السياسيين والمحللين الأمريكيين تقرير الرئيس السابق لل«إف بي آي» بأنه مخز ويضع علامات استفهام كبرى على كيفية إدارة واحدة من أعرق الجامعات لملف بمثل هذه الخطورة على الأطفال. مدير منعدم الضمير خصص تقرير لويس فريح، الرئيس السابق لجهاز الشرطة الفيدرالي، حيزا كبيرا للحديث عن الرئيس السابق لجامعة بنسلفانيا الحكومية (الذي تم طرده مباشرة بعد نشر أخبار فضيحة الاستغلال الجنسي) ووصفه بأنه إنسان منعدم الضمير، لأنه سمح لعملية الاستغلال الجنسي والاغتصاب بالاستمرار داخل حرم الجامعة منذ سنة 1996 وهي السنة التي أبلغ فيها مساعد مدرب فريق كرة القدم رئاسة الجامعة بأنه شاهد «جيري سانداسكي» يغتصب طفلا في حمام الجامعة في ساعة متأخرة من الليل وبأنه شعر بالصدمة جراء ما شاهد ولم يستطع النوم لأيام طويلة بسبب ذلك. وجاء في التقرير أن رئيس الجامعة غراهام سبانيار تكتم على الخبر ولم يبلغ السلطات بالحادث وطلب من الشاهد كتم شهادته وتعهد بالقيام بالإجراءات اللازمة، لكنه لم يقم بالإجراء المتبع في هذه الحالة وهو الاتصال بالشرطة وبأجهزة حماية الأطفال أو «السوشل ووركوز» خوفا من التداعيات السلبية لمثل هذه القضية على سمعة الجامعة. وخلص التقرير إلى أن قيادة جامعة بنسلفانيا (الرئيس ونوابه والموظفون الكبار بدون استثناء) تآمروا جميعا من أجل أن يظل ملف الأطفال الذين يتعرضون للإستغلال الجنسي طي النسيان وألا تعرف عنه السلطات وأن يظل بعيدا خصوصا عن وسائل الإعلام، التي يمكن أن «تتسبب في كارثة للجامعة إن نشرت خبرا عن الموضوع»، كما كان يقول المدير الذي بات يلقب بالمدير منعدم الضمير في أمريكا. كما أفاد التقرير بأن رئاسة الجامعة وموظفيها الكبار لم يشعروا بأي نوع من التعاطف إزاء الأطفال الذين تعرضوا للإغتصاب وبأن كل همهم كان منصبا على الإبقاء على شعبية الجامعة وفريقها في كرة القدم.
استغلال جنسي في ثوب عمل خيري «جيري سانداسكي» رجل أشيب طويل القمة في نهاية عقده السادس، قوي البنية ولا يتوقف عن الابتسام. قضى «سانداسكي» أغلب حياته مدربا في كرة القدم وبدأ العمل لصالح جامعة بنسلفانيا الحكومية منذ أكثر من ثلاثين سنة وحصل على جائزة أحسن مساعد مدرب كرة قدم سنة 1986 وجائزة مماثلة سنة 1999. أسس «سانداسكي منظمة «ساكند مايل» الخيرية سنة 1977 التي تعنى بالأطفال المتخلى عنهم أو بالأطفال الأيتام وضحايا العنف الأسري عبر محاولة إعادة إدماجهم وتبنيهم وإشراكهم في برامج رياضية من بينها برنامج يسمح للأطفال بحضور حصص تداريب فريق جامعة بنسلفانيا الحكومية الذي يعد مشهورا ومن أكثر الفرق شعبية في أمريكا كلها. لكن وبعد تسرب أخبار الفضيحة الجنسية التي هزت المجتمع الأمريكي تبين أن «جيري سانداسكي» كان يستخدم منظمته الخيرية للإيقاع بالأطفال الذين يمرون بظروف صعبة أو متخلى عنهم كي يستغلهم جنسيا ويغتصبهم داخل حرم الجامعة في الطابق السفلي من بيته. حيث قال أحد ضحاياه (الذين يفوق عددهم 30 شخصا) إن «سانداسكي» أخذه يوما إلى بيته كي يشاهد مباراة في كرة القدم، لكن المدرب طلب منه مرافقته إلى الطابق الأرضي من البيت وأجبره على ممارسة الجنس الفموي قبل أن يغتصبه بعنف وقسوة مما دفع الطفل إلى الصراخ ومحاولة الاستنجاد بزوجة «سانداسكي»، التي تتفرج على التلفزيون في الطابق الثالث من البيت الفاره الذي كان يقيم فيه. وأفادت تقارير إعلامية متعددة أن «سانداسكي» كان يتقرب عبر منظمته الخيرية من الأطفال ويغريهم بالنقود وبالذهاب إلى ملعب كرة القدم التابع لجامعة بنسلفانيا قبل أن يبدأ التحرش بهم جنسيا ومن ثم اغتصابهم. كما أفادت تلك التقارير أن «سانداسكي» كان يقوم بتبني بعض الأطفال المتخلى عنهم ويأخذهم كي يعيشوا معه في بيته تمهيدا لاستغلالهم جنسيا. فقد وافق أحد أولاد «سانداسكي» بالتبني وهو رجل في الثلاثين من عمره حاليا على الإدلاء بشهادته أمام المحكمة، وقال في تصريحات صحفية إن «سانداسكي» بدأ التحرش به جنسيا قبل أن يتبناه قانونيا، وأنه عانى كثيرا بسبب الاغتصاب المتكرر الذي كان يمارسه أبوه عليه مما ولد لديه عقدة نفسية أصابته بالانطواء وتسببت في طلاقه من زوجته، التي أخبرها عن مأساته وحاولت مساعدته على تجاوزها لكنها فشلت في ذلك وطلبت الطلاق وإنهاء الزواج التراجيدي. كما حكى عدد من ضحايا «سانداسكي» (أسماء ضحايا التحرش أو الاعتداء الجنسي في أمريكا لا تنشر أبدا احتراما لخصوصيتهم وتعاطفا معهم) أن العجوز كان يستمتع كثيرا بالاستحمام عاريا مع الأطفال واللعب معهم بالصابون قبل أن يجبرهم على ممارسة الجنس الفموي ثم ممارسة الجنس عليهم من الخلف واغتصابهم. وقال أحد الضحايا في تسجيل صوتي مؤثر وهو يتهدج إن «سانداسكي دمر حياته وإنسانيته وبأنه بات يشعر بأنه كتلة من العار والخزي وبأنه فكر مرارا في الانتحار غير أن خوفه من الله منعه من ذلك». وقال كثير من المعلقين التلفزيونيين في أمريكا إن هذه الفضيحة الجنسية يجب أن تكون صرخة في وجه المجتمع وفي وجه بعض الجامعات والمؤسسات التي تضع مصلحتها الفردية الضيقة فوق مصلحة المجتمع، الذي سينهار حتما لو ضاعت قيمه وانتشر فيه الفساد من هذا النوع.
ضجة في أمريكا بسبب اللباس الرسمي للفريق الأولمبي قال رئيس الأقلية الجمهورية في مجلس النواب جون بوينر إن اللباس الذي صممه رالف رولين للفريق الأولمبي الأمريكي يجب أن يُجمع في سلة كبيرة للمهملات ويحرق أمام الملأ. بوينر لم يكن السياسي الوحيد الذي عبر عن رفضه الشديد للباس الذي يتكون من سترات زرقاء داكنة وغطاء رأس على شكل بيريه وسراويل بيضاء للرجال وتنانير تصل إلى ما تحت الركبة للنساء، فقد عبر كثير من السياسيين وحتى مصممي الأزياء الأمريكيين عن امتعاضهم الشديد من الملابس التي من المفترض أن يظهر بها اللاعبون الأولمبيون الأمريكيون المشاركون في أولمبياد لندن، وقال بعضهم إن الملابس تبدو رخيصة وأن صنعها في الصين بدلا من أمريكا يعد سبة بالنسبة لصناعة الملابس الأمريكية. ومن المقرر أن تجتمع لجنة خاصة في الكونغرس الأمريكي لبحث هذا الموضوع، خصوصا وأن الأصوات المعارضة لبذلات اللاعبين الأولمبيين في تزايد. فقد نشرت مختلف المواقع الإخبارية صور الملابس الرسمية التي من المقرر أن يظهر بها الفريق الأولمبي الأمريكي ولاقت رفضا شعبيا كبيرا خصوصا من فئة الشباب الذين اعتبروا أن التصميم لا يعكس الهوية الأمريكية (قالوا إن البيريه غطاء رأس أوربي وليس أمريكيا)، كما شددوا على أن خياطة ملابس ذات حمولة وطنية كبيرة في الصين تعد إهانة للأمريكيين وللرياضيين الذين سيمثلون البلاد في لندن. ويذكر أن الفريق الأولمبي الأمريكي يبلغ عدده 530 وأن عدد الرياضيات الإناث يفوق عدد الرياضيين الذكور وذلك لأول مرة في تاريخ أمريكا.