كشفت استاذة جامعية بجرأة نادرة في "مملكة الرجال" عن قيام سعوديات بالتدرب على الحب بوصفه أسمى المشاعر الانسانية. وقالت الدكتورة سناء عابد إن الفتيات السعوديات يتدربن على الحب، لأنه من أقوى الروابط الإنسانية وأعمقها، وهو أساس العلاقات الإنسانية. وأضافت عابد، خلال دورة أقامها القسم النسائي بالندوة العالمية بجدة عن "الحب في الحياة" أن الإحصائيات تؤكد أن 98 في المائة من الشباب يرفضون الزواج من الفتاة التي كانت تربطهم بها علاقة قبل الزواج. وأشارت في كلمة بالندوة بمشاركة أكثر من 70 فتاة، من مرحلتي الثانوية والجامعة، عن العلاقة بين الشباب والفتيات إلى "دور الشيطان في إدارة تلك العلاقة والانحدار بها إلى المزالق الخطرة". ولفتت إلى أخطاء خطيرة تقع فيها بعض الفتيات، بقولهن "إن علاقاتهن بالشباب هي مقدمة للزواج، وإن الشاب جاد في تلك العلاقة". وكشفت عن نتائج علمية لاستبيان أجرته على شريحة كبيرة من الشباب، تضمنت أسباب عزوفهن عن هؤلاء الفتيات، فكان معظمهم يجيبون بأنهم لا يثقون بهن كزوجات وأمهات لأبنائهم. وسبق وان أوصت دراسة أجراها فريق من طالبات قسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود في العاصمة السعودية الرياض، بتعليم مادة الثقافة الجنسية للأطفال في المدارس الحكومية. واستندت الدراسة الى استبيان تضمن 12 عبارة عامة، بينما تكونت عينة الدراسة من 200 زوج وزوجة بالتساوي، من سكان مدينتي القطيف (شرق) والرياض، نصف العينة أزواج تراوحت أعمارهم بين 20 – 39 عاماً، أما النصف الآخر فتراوحت أعمارهم بين 40 - 60 عاماً. وكان المستوى التعليمي والأكاديمي للمشاركين ما بين المرحلة الثانوية إلى المستوى الجامعي. وأظهرت الدراسة تأييد 80 في المائة من أولياء الأمور المشاركين بالدراسة لتدريس التربية الجنسية ضمن مقررات المراحل الدراسية، كما أجاب 43 في المائة أنهم يخجلون من محاورة أبنائهم في المواضيع الخاصة بالحياة الجنسية. و أشار 79 في المائة من المشاركين إلى أنهم يحاولون التصدي للأثر السلبي الذي يمكن أن يتركه بحث الطفل عن إجابات لأسئلته الجنسية مما شاهده ولفت نظره في مواقع الإنترنت و البرامج التلفزيونية، وقد أبدى 87 في المائة من الأهالي المشاركين انشغالهم في التفكير في موضوع التحرش الجنسي الذي يتعرض له بعض الأطفال. وقالت وكيلة قسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود بالرياض، والمشرفة على الدراسة الدكتورة هنية محمود مرزا "بدأت نسبة التحرشات الجنسية للأطفال تتصاعد في مجتمعاتنا العربية نتيجة الحساسية والحرج المفرط في التعامل معها". وأوضحت أن تدريس"التربية الجنسية" يعتبر من ضمن استراتيجيات التدخل المبكر لحل مشاكل العنف أو الاعتداء الجنسي، قائلة "يمكن تعميم ذلك على جميع المشاكل والقضايا، فالتخطيط لعلاج المشكلة قبل حدوثها يكون أسهل وأفضل نتيجة، بل وأقل تكلفة وضررا على الفرد والمجتمع". وكانت باحثة سعودية قد طالبت وزارتي التربية والتعليم العالي بضرورة إلزامية تدريس منهج حقوق المرأة ضمن المناهج التعليمية وما يتعلق بحقوقها وواجباتها والنظر بجدية في قضاياها. وقالت الباحثة الدكتورة أسماء الحسين أن ذلك يحفظ للمرأة كرامتها وتقديرها ويصون حقوقها، من دون أن يعرضها للمعاناة النفسية ومشاعر الإحباط، أو يجعلها تنساق خلف دعاوى باطلة تناصر حقوق المرأة وليست من الشريعة في شيء. ولفتت الباحثة في دراستها النظر بجدية فيما يتعلق بقضاياها في المحاكم، لاسيما الخلع من زوج لا يستحق، أو قضايا النفقة وغيرها. ودعت الدراسة التي كانت بعنوان "الحقوق المدنية للمرأة في المجتمع" إلى العمل على حماية المرأة من الأفكار الهدامة وأصحاب القلوب المريضة من خلال التوعية أولا، وعن طريق توفير الحماية والعون لها جراء أي تهديد أو ابتزاز على المستوى الفردي والجماعي، وعن طريق قطاعات أمنية أو هيئات الحسبة والمراكز الدعوية. وأوصت الدراسة بوضع مادة إلزامية لتدريس كل ما يتعلق بحقوق المرأة وواجباتها، ضمن مناهج تعليم البنات في الصفوف العليا من المرحلة الثانوية، وفي الجامعات والكليات والمعاهد. وقالت إدارة البحوث والدراسات في مركز رؤية إن الدراسة شددت على أهمية تعريف المجتمع والمرأة خاصة بما لها من حقوق، وما عليها من واجبات مشروعة، اتفاقا مع الكتاب والسنة، ويتم تفعيل ذلك من خلال إصدار النشرات والكتيبات، وعن طريق وسائل الإعلام المختلفة، ويمكن صياغتها من خلال منشورات توزع في المناسبات الخاصة، على سبيل المثال عند عقد الزواج من قبل المأذون الشرعي، وفي المؤسسات التعليمية. وتشجيع البحوث والدراسات التي تعنى بتعريف المجتمع بحقوق المرأة المسلمة، وأهم العقبات التي تحول دون تحقيقها ميدانيا، ويمكن تفعيل ذلك من خلال مؤسسات التعليم العالي، ومن خلال إقامة المسابقات والدعوات الرسمية المختلفة وتناول موضوع حقوق المرأة والتواصي في إعطائها حقوقها المشروعة، والعمل على تصحيح الشبهات والمعلومات المغلوطة حولها من خلال المنابر الدينية والخطب في المساجد والمناسبات المختلفة من قبل الأئمة والعلماء والمختصين. وتعرضت الباحثة إلى أفضلية الذكور عن الإناث في المجتمع، ولماذا امتيازاتهم في التعامل أكثر من امتيازات الإناث، ولماذا يفرح كثير من الناس بقدوم مولد ذكر دون الأنثى، ولماذا يتزوج الرجال للمرأة الثانية وذلك على زوجته الأولى لأنها أدخلت إلى بيته الأنثى الرابعة. السعودية سجن للنساء يديره الرجال ويثير التحرش بالنساء في السعودية جدلا كبيرا في ظل ورود تقارير عن ارتفاع ملحوظ في حجم هذه الظاهرة التي تهدد بنية المجتمع السعودي وتثير الخوف لدى النساء وخاصة العاملات الأكثر عرضة للتحرش من قبل الرجال في بلد مازال يرفض فيه عدد كبير من الرجال عمل المرأة أو قيادتها للسيارة. وكشفت دراسة ميدانية حديثة أجرتها شركة أبحاث عالمية لصالح وكالة "رويترز" أن السعودية تحتل المركز الثالث من بين 24 دولة في قضايا التحرش الجنسي في مواقع العمل. وبيّنت الدراسة التي شملت 12 ألف موظفة من دول المسح أن 16 في المئة من النساء العاملات في السعودية تعرضن للتحرش الجنسي من قِبل المسؤولين في العمل. وتضاف هذه النتائج إلى العنف الذي تتعرض له بعض النساء من قبل أزواجهن في المنزل في مجتمع مازال ينظر للمرأة كأداة تابعة أو ملحقة بالرجل. ودعا الدكتور سعد بن عبد القادر القويعي في مقال له بصحيفة "عكاظ" السعودية إلى دراسة ظاهرة التحرش الجنسي في المملكة وسن القوانين الصارمة التي تحد منها، مشيرا إلى أن 16 بالمئة من النساء العاملات في البلاد يتعرضن للتحرش الجنسي من قبل مديرهن في العمل. وأضاف "إنها قضية الفتاة العاملة التي تزداد معاناتها بسبب ظاهرة التحرش الجنسي، ممن تعرضن لسلوك تطفلي مضمونه جنسي، يجعل المرأة مهددة في أمنها وسلامتها، بدنياً ونفسياً، تحت الضغط دون رغبتها من شخص تعرفه، أو لا تعرفه". وكان تقرير صادر عن وزارة الداخلية السعودية أكد أن ظاهرة التحرش بالنساء في السعودية ارتفعت في السنوات الأخيرة بنسبة 215 بالمئة. وأظهر التقرير أن قضايا الاعتداء على العرض بشكل عام ارتفعت بنسبة 25 بالمئة، فيما ارتفعت حالات الاغتصاب بنسبة 75 بالمئة وقضايا اختطاف النساء بنسبة 10بالمئة. وتؤكد الباحثة الاجتماعية هدى العريني لصحيفة "الوطن" السعودية أن السبب الأول لممارسة التحرش عند الشباب هو "غياب التوجيه الأسري وتراجع الأدوار التربوية الأخلاقية في قطاعاتنا التعليمية فلم يعد أمام شبابنا وخاصة الطلاب في ظل غياب تلك المعطيات بالإضافة إلى انتشار البطالة وقلة الأماكن التي يمكن أن يرتادوها لممارسة هواياتهم المختلفة، إلا التوجه نحو الممارسات المستهترة كالمعاكسة والعنف". وتطالب العريني بتضمين المناهج الدراسية حقوق الطريق والمرافق العامة واحترام الآخرين لعلها تحد من المشكلة التي قد تصبح ظاهرة خاصة مع انتشار وسائط تبادل الرسائل عبر الجوال والقنوات الفضائية. وكانت الإعلامية السعودية خلود الفهد أطلقت حملة إعلامية عبر الإنترنت بعنوان "أريد حقي فقط" وحظيت الحملة بتأييد كبير من مستخدمات شبكة الانترنت في السعودية, كما لاقت في نفس الوقت معارضة شديدة من بعض النساء اللواتي قمن بتدشين حملة مضادة بعنوان "ولي أمري أدرى بأمري". وأكدت الفهد أن الهدف من الحملة هو تحريك الوعي لدى النساء السعوديات اللاتى لا يعرفن الكثير عن حقوقهن بحكم تسلط الرجال عليهن، إضافة إلى ضعف آلية الكثير من الأنظمة والقوانين التي من المفترض أن تكفل للنساء حقوقهن. وأكدت أنها كانت إحدى ضحايا التحرش الجنسي من قبل الرجال، مشيرة إلى أنها عندما ذهبت الى مركز شرطة لكي تقدم بلاغ ضد رجل تحرش بها "رفض الضابط استلام دعواي الا بحضور محرم أو أن أنتظر حضور رجال هيئة الأمر بالمعروف كي يحلوا محل المحرم". ويدعو القويعي في مقاله بصحيفة "عكاظ" إلى دراسة ظاهرة التحرش بالنساء في السعودي، ويقول "إن الأمر يتطلب الوقوف على هذه الظاهرة، ودراستها من أجل حماية المرأة من أنواع العنف، المادي والمعنوي، الموجه ضدها، عن طريق ابتكار الحلول الشرعية والنظامية التي تواجهها. وسن قوانين واضحة وصارمة ضد التحرش الجنسي، وتفعيل تلك القوانين، حتى يتخذ بحق كل من يستغل وظيفته من أجل التحرش الجنسي، إجراء تعزيري صارم، ولا بأس من التشهير به، إن ثبتت جريمته". ويضيف "كما أن تشجيع النساء على الإبلاغ عن ظاهرة التحرش الجنسي، وعدم الخوف من الفضيحة، والعودة إلى الخلف، بل التقدم خطوة إلى الأمام، والتعاون مع الجهات الأمنية لمعاقبة هؤلاء المجرمين ومحاسبتهم، وتغليظ العقوبة في حقهم، أمور في غاية الأهمية".