عادت صدارة المتوجين بشهادة الباكلوريا للموسم الدراسي الحالي، للتلميذ أنور عبادي، الذي كان يتابع دراسته بالثانوية التأهيلية «الجرف الأصفر» بزاوية سيدي إسماعيل بإقليم الجديدة، والذي حصل على معدل 19.28 في شعبة العلوم الفيزيائية. وأفاد أقارب التلميذ بأنه لم يسبق له أن أجرى أي حصة دراسية إضافية بالمقابل ولا بالمجان، وأنه يعتمد على نفسه وعلى مدرسيه في فهم واستيعاب الدروس. كما تأكد أنه من التلاميذ المميزين في المواد العلمية، وخصوصا مادة الرياضيات، التي ظل يحصل فيها على معدل 20 من 20 منذ سنته الأولى بالثانوي التأهيلي، سواء في المراقبة المستمرة أو خلال الامتحان الوطني. كما لم تنزل معدلاته في الفيزياء وعلوم الحياة والأرض عن نقطة 19 من 20. وتساءل بعض التربويين والآباء عن سبب عدم اهتمام الوزارة الوصية بمتصدري نتائج الباكلوريا خلال كل موسم دراسي، ولماذا لا تخصص لهم هدايا ودعم وتيسر لهم ولوج المعاهد والمدارس التي يرغبون فيها؟ كما تساءلوا عن سبب عدم إطلاق بعض الألقاب عن هذه الفئة، التي يبرز فيها شخص واحد كل سنة. وعبر أنور عبادي عن سعادته ومفاجأته في نفس الوقت بتحقيقه هذه النتيجة المشرفة، وقال في اتصال مع «المساء»، إن الفضل يعود لله و لوالديه وكذا الأساتذة. وعن سر تحقيقه لهذا الإنجاز، قال ببساطة إن الأمر يتعلق بتهييئ جدي وتركيز على الدراسة. أنور عبادي من مواليد 1994 يعيش في أسرة بسيطة مكونة من خمسة أطفال يعولهم أب مهنته سائق وأم ربة بيت، ويقطن بقرية سيدي اسماعيل، التي تبعد عن الجديدة بحوالي 45 كيلومترا، وهي قرية بسيطة وكان يتابع دراسته بثانوية «الجرف الأصفر» العمومية. وعن مستقبله الدراسي، قال عبادي إنه ينتظر ما سيقوم به خلال الأيام المقبلة دون أن يؤكد أنه يفكر في وجهة دراسية معينة، لكنه بالمقابل قال بأنها لن تخرج عن مجال اختصاصه بعلوم الفيزياء. يذكر أن خبر حصول أنور عبادي على أعلى معدل وطني في الباكلوريا تفاعل معه الملايين من الأشخاص، خاصة عبر الموقعين الاجتماعيين فيس بوك وتويتر، حيث سرت صورته ومعلومات عنه بسرعة فائقة بين مرتادي هذين الموقعين، الذين عبروا عن افتخارهم بتحقيق تلميذ من أسرة بسيطة وقرية بسيطة لهذا الإنجاز.