الرباط محمد أحداد عاش مجلس النواب مساء أول أمس الإثنين على إيقاع جلسة صاخبة بعد احتدام الصراع بين وزراء العدالة والتنمية ونواب المعارضة، حيث اضطر عبد الواحد الأنصاري، رئيس الجلسة، إلى رفعها أكثر من نصف ساعة. واشتد الجدل بين فريق الاتحاد الاشتراكي وعبد العزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل، حينما عقبت حسناء أبو زيد، النائبة عن الاتحاد الاشتراكي، على جواب الرباح بخصوص سؤال حول تثنية الطرق وصيانتها في جهات المغرب، وخاطبت أبو زيد الرباح بنبرة تهكمية قائلة: «لم تستوعب سؤالي سيدي الوزير، والشيء الوحيد الذي أفلحت في الاجتهاد فيه هو عزل مناطق شاسعة بالمغرب. إنكم عاجزون تمام العجز عن إنجاز مشاريع تنموية وتسيرون في الاتجاه المعاكس بعد الرفع من تذاكر الرحلات الجهوية». الرباح الذي بدا غاضبا من جواب النائبة الاشتراكية رد بقوة على حسناء قائلا: «أنا لن أرد بالعيب على ما قالته النائبة المحترمة لأنني أناقش الأفكار لا الأشخاص، وأناقش عمق الأشياء». جواب الرباح أثار حفيظة الاتحاديين، الذين احتجوا بشدة على تصريحاته، قبل أن يستدرك الأمر بالقول إن «تثنية طريق تيزنيت يحتاج إلى تضافر الجهود بين كل القطاعات الوزارية». الصراع بين المعارضة والأغلبية تأجج من جديد بين عبد القادر اعمارة، وزير الصناعة والتكنولوجيات الحديثة، وأحمد التهامي، النائب عن الأصالة والمعاصرة، بعد طرح سؤال حول «المناطق الحرة بالمغرب، خاصة منطقة الفنيدق»، وهو السؤال الذي أغضب اعمارة ووجه كلامه إلى التهامي ساخرا «كنت أعتقد أنك ستوافقني على جوابي، لكنك أثرت أن تسبح ضد التيار، وأنا بدوري أطرح عليك سؤالا: لماذا لم تضع هذا السؤال قبل عشر سنوات من الآن حينما أثير المشكل، ولم تناقشه عبر وضع سؤال في المجلس؟ وكيف تطلب من الحكومة التي لم تمض سوى أربعة أشهر على تعيينها أن تعالج هذا المشكل؟»، مما أغضب برلمانيي «البام»، الذين طالبوا اعمارة بسحب كلامه والاعتذار لفريق الأصالة والمعاصرة. وهو الطلب الذي سانده فريق الاتحاد الاشتراكي. في المنحى ذاته، قال الشرقاوي الروداني، البرلماني عن الأصالة والمعاصرة، مجيبا عن اعمارة «أنت تخاطب نائبا برلمانيا وتجيب عن سؤال شفوي وليس مطلوبا منك أن تهاجم فريق الأصالة والمعاصرة وتجعله مشجبا تعلق عليه فشل حكومتكم في تدبير مشاكل البلاد». فيما أكد حسن طارق، النائب عن حزب الاتحاد الاشتراكي، أن اعمارة ليس من حقه أن يسائل نائبا برلمانيا لأنه هو الذي يراقب عمل الحكومة وليس العكس. وأضاف طارق «هذه ممارسات تعود إلى سنوات الرصاص، وهي السنوات التي كان يتم فيها تكميم أفواه المعارضة».