اضطر الفريق الاشتراكي بمجلس النواب أول أمس إلى طلب نقطة نظام رفضها رئيس الجلسة، وذلك للاحتجاج على »تجاوزات« الحكومة تجاه البرلمانيين، إذ تساءل حسن طارق:هل تحولت الحكومة إلى جهاز يسائل البرلمان، وذلك بعدما تطاول أحد الوزراء على برلماني بالقول «»فين كنت هاذي عشر سنوات، وكان لازم تسول هذه عشر سنين« «، وهو استخفاف وحط من قيمة البرلمانيين ككل. وبعد رفع الجلسة نتيجة إصرار الفريق الاتحادي على نقطة نظام، خاصة وأن عضوا بأحد فرق الأغلبية سبق وأخذ نقطة نظام. وعند مخرج القاعة الرئيسية وقعت مشادة كلامية كادت تتطور إلى سابقة مغربية خطيرة، بعدما اتهم برلماني من العدالة والتنمية البرلمانية خديجة الرويسي بأنها اتهمت فريقه بالإرهابي، وهو ما نفته أمام حشد من البرلمانيين ليعقبها بالقول «»أنتِ كذابة« «لتتعالى الأصوات وحاصر عدد من البرلمانيين الرويسي في شبه حلقة، وهم يسخرون منها لولا تدخل برلمانيين آخرين لتطورت الأمور إلى الأخطر، حسب معاينتنا مباشرة من داخل القبة. بعد انتهاء التوتر، عادت الأمور إلى نصابها وتقدم رئيس الجلسة بشبه اعتذار باسم الحكومة، مؤكداً ضرورة التزام الحكومة باحترام النواب. وكانت نفس الجلسة شهدت تهجما من طرف وزير النقل رباح على البرلمانية الاتحادية حسناء أبو زيد، والتي ساءلت الوزير حول ظروف الطرق في الجنوب، مطالبة بضرورة تثنية الطريق بجهات الصحراء الثلاث وأكادير، باعتبارها شرياناً اقتصاديا مهما إلا ما لم يفهم هو قول الرباح »»انت قلتي العيب أنا مانجاوبش بكلام العيب« «، وهي لغة بعيدة عن البرلماني وعن الأعراف. وتساءلت أبو زيد في لقاء مع الجريدة »»لا أعرف ما المقصود بالعيب في كلامي؟ هل كوني أطالب بالمساواة بين أطراف الوطن في التنمية الاقتصادية وربط أقاليمنا الصحراوية بشبكة طرق لفك العزلة أصبح عيبا«، ربما العيب في كون الرباح يسمع كلام امرأة وهي عورة لا يجب أن تتكلم حسبما تحدث برلماني متفكها من الموقف. روح التوتر سادت أغلب ردود وزراء العدالة والتنمية، بالإضافة الى ملاحظة أن الفريق البرلماني يلجأ للتصويت بطريقة غير مألوفة داخل قبة البرلمان،وهي الطريقة الأحادية في التدبير وتحويل مجلس النواب إلى غرفة تسجيل لا غير، حين اعتبر الوفا في جلسة سابقة تساؤل المعارضة الاتحادية عن ظروف مرور امتحانات الباكالوريا مزايدة سياسية لينضاف إليه قول الرباح «»كلام العيب« «واعمارة «فين كنتي هادي 10 سنين» وهذه مزايدة... أما الوزير بوليف فكان آخر من تقدم بجواب للفريق الاشتراكي أول أمس، حيث تحدث عن كل شيء إلا الجواب عن الاجراءات المتخذة لحماية القدرة الشرائية، حيث لام المغاربة لأنهم يستهلكون كثيراً في رمضان عوض التقليل من الاستهلاك. برلماني أكد في نهاية الجلسة بأن هناك حالة احتقان حقيقية داخل البرلمان، وأن فرقا برلمانية طلب منها التزام الصمت حتى أنها أصبحت تهان بشكل منهجي، ولا تثير أي رد فعل في الوقت الذي تستقوي الحكومة بمنطق أغلبي يهدد بانتكاسة للديمقراطية والدستور الجديد الذي فصل في العديد من الأشياء.