أصابت آلة فلاحية حصادة/درّاسة، في حدود الساعة التاسعة من صباح الأحد 10 يونيو 2012، بتافرسيت بمنطقة ميضار بإقليم الدريوش، جسد أحد العمال الفلاحين الشباب الذي كان بين سبعة عمال من زملائه، خلال مزاولتهم لأشغالهم الفلاحية حول الآلة، ب10 دراهم للساعة، قد تدوم حتى 15 ساعة في اليوم وتستمر إلى ساعات متأخرة من الليل. ومباشرة بعد وقوع الحادث، نقل الضحية إلى المركز الصحي بالدريوش من طرف عناصر الوقاية المدنية، ومنه إلى المستشفى الإقليمي الحسني بالناظور بعد أن تعذر على الطاقم التمريضي تقديم الإسعافات المستعجلة والضرورية نظرا لخطورة حالته الصحية، قبل انتقال عناصر الدرك الملكي إلى عين المكان لتحرير محضر معاينة وفتح تحقيق في ظروف الحادث. سمحت إدارة مستشفى الحسني بالناظور للضحية بالخروج بحجة أن حالته الضحية لا تستدعي الاحتفاظ به بعد أن تم رتق جراحه الغائرة على مستوى الرأس، ليتسلمه والده مشلول اليدين والرجلين، ويهرع به إلى مصحة ببركان بعد أن أغمي عليه في طريق العودة إلى المنزل. خضع الضحية مصطفى معروفي البالغ من العمر 25 سنة القاطن بضواحي حاسي بركانبإقليمالناظور ويتحدر من دوار أولاد عثمان ببلدة صاكة الواقعة تحت نفوذ إقليمجرسيف إلى عدة فحوصات بمصحة في بركان، بحكم وضعيته الحرجة نتيجة تمزيق جسده وتكسير عظام رأسه بأسنان الآلة الحصادة/الدراسة بعد أن سقط من أعلاها، خلصت إلى ضرورة إجراء عملية جراحية قدرت تكاليفها بحولي 30 ألف درهم. مبلغ مالي بعيد المنال عن الضحية المتزوج والأب لطفل وأسرته الفقيرة التي تعيش أوضاعا مزرية والمتكونة من 10 أطفال أصغرهم عمره ثمان سنوات كلهم عاطلون عن العمل إضافة إلى الأم والوالد الذي يشتغل في تجارة الحلزون. ورغم أن صاحب الآلة الذي يشغل هؤلاء العمال المياومين بدون تأمين أو تصريح، سبق له أن وعد الضحية وأسرته بالتكفل به وبجميع المصاريف الطبية والاستشفائية إلا أنه تنصل في آخر الأمر من مسؤوليته وأقفل هاتفه النقال بعد سماعه للمبلغ المفروض دفعه مقابل العلاج بالمصحة. الضحية أخرج من مصحة بركان، وهو الآن طريح الفراش بالمنزل بين أيدي والديه العاجزين عن فعل أي شيء، و تخلى عنهم الجميع، وسلمت له شهادة طبية حددت مدة العجز فيها في 4 أشهر قابلة للتجديد مع ضرورة إجراء عملية جراحية، وهو الوضع الذي يتطلب تدخلا عاجلا من طرف المسؤولين وإرغام صاحب الآلة على تحمل مسؤوليته، والعمل على احترام مدونة الشغل، كما تطالب بذلك أسرته.