ينظم مجموعة من الحقوقيين وقفة احتجاجية، اليوم الثلاثاء، أمام مقر المستشفى الإقليمي بخريبكة، تنديدا بوفاة امرأة حامل وجنينها يقولون إنها تعرضت ل«الإهمال» من قبل الأطر الصحية العاملة بالمستشفى ذاته، وخاصة الطبيب المداوم بقسم الولادة. وقد جاء الإعلان عن هذه الوقفة، التي ينظمها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخريبكة، تضامنا مع أسرة الهالكة «الحسنية منصوري»، التي خلفت 4 أبناء أيتام واستنكارا للوضع الذي يعيشه المستشفى، الذي قال مجموعة من الناشطين الحقوقيين إنه يعرف تزايدا في عدد وفيات النساء الحوامل بسبب أوضاعه التي وصفوها ب»الكارثية». وفي السياق ذاته، صرح حجاج العسال، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخريبكة، أن المتوفاة قصدت المستشفى في التاسع من هذا الشهر على الساعة التاسعة ليلا، في ظروف صحية جيدة بعد إحساسها بآلام المخاض، لتظل تنتظر فحصها وتوليدها من طرف الطبيب المختص والمداوم بقسم الولادة، الذي أكد العسال أن مدير المستشفى الإقليمي حمله في تصريحاته، مسؤولية وفاة السيدة وجنينها، حيث أكد أنه تم الاتصال به على الساعة الثالثة صباحا، لكنه اكتفى بتقديم التعليمات عبر الهاتف عوض الحضور للمستشفى والوقوف على الحالة، مما أدى إلى تفاقم وضعية الحامل ووفاتها. ساعات من الآلام القوية تجرعتها الضحية، حسب رواية أسرتها، التي ظلت طوال الوقت تستغيث لإنقاذها، وأثناء مصارعتها لآلام وضع الجنين، سقطت من فوق السرير، الشيء الذي عجل بوفاتها هي وجنينها، يضيف المصدر ذاته. وأضاف العسال في اتصال هاتفي، أنه فور وفاتها سلمت لذويها، في وقت قياسي، لدفنها دون خضوعها لتشريح طبي، ودون التحقيق في ظروف وملابسات هلاكها، كما أن أفرادا من أسرتها تحدثوا عن تلقيها صفعة قوية أثناء المخاض من قبل ممرضة تعمل بنفس المستشفى لتكف عن الصراخ. مصدر حقوقي آخر تحدث على أن المستشفى الإقليمي بخريبكة يعيش أوضاعا صعبة تحتاج إلى تدخل عاجل من قبل الوزارة الوصية على القطاع. أوضاع، يضيف المتحدث، كانت سببا في وقوع فواجع ومآسي إنسانية، بحيث يقول عرفت السنة الماضية وبنفس القسم وفاة معطلة تركت تنزف حتى الموت، وقضيتها مازالت معروضة أمام القضاء. وكشف المصدر ذاته عن تردي الخدمات الصحية المقدمة بمختلف أقسام المستشفى، زيادة على النقص الكبير في الأطر والتجهيزات والأدوية، وسيادة مظاهر الرشوة والسمسرة، حيث حوله البعض إلى مركز للتوجيه نحو العيادات الخصوصية. من جهتها، دعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخريبكة إلى فتح تحقيقات إدارية وقضائية في ظروف وملابسات هلاك السيدة «الحسنية منصوري» وباقي الحالات، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإنصاف عائلات الضحايا، مع وضع حد للأوضاع «المزرية واللاإنسانية» السائدة بالمستشفى الإقليمي بخريبكة. وقد حاولت الجريدة الاتصال أكثر من مرة بمدير المستشفى الإقليمي بخريبكة، لأخذ وجهة نظره في الموضوع، لكن هاتفه ظل يرن دون إجابة.