كشف تقرير تقني، حصلت «المساء» على نسخة منه، وجود مجموعة من التسربات الإشعاعية في مصلحة الكشف بالأشعة داخل المستشفى الإقليمي لإنزكان، يعود إلى 29 ماي 2009، تاريخ إرساله من طرف المركز الوطني للوقاية من الأشعة في وزارة الصحة، حيث تم التوصل به من لدن مندوبية الصحة في إنزكان -آيت ملول بتاريخ 10 يونيو 2009، في حين توصلت به إدارة المستشفى الإقليمي في اليوم الموالي. ومنذ ذلك التاريخ، ظل هذا التقرير طيَّ الكتمان إلى أن ظهر يوم الاثنين الماضي بشكل مفاجئ دون التوصل إلى معرفة الجهة التي سرّبته إلى الأطر العاملة في المستشفى ولا الجهات التي ظلت تتكتم عن هذا التقرير الذي يتحدث عن وجود تسربات إشعاعية في بعض الأجهزة والغرف التابعة لمصلحة الفحص بالأشعة، حيث أشار التقرير إلى ارتفاع نسبة التسربات بشكل متدرج. ومباشرة بعد انتشار التقرير، سارع التقنيون الخمسة العاملون في هذه المصلحة إلى مغادرتها في حالة نفسية جد مهزوزة بسبب الكميات الكبيرة المُحتمَلة التي قد تكون أجسادهم قد «تشبعت» بها، خاصة أن الأمر يتعلق بأشعة «إيكس» الخطيرة، حيث بدأ التقنيون يستعيدون مجموعة من الآلام التي كانوا يشعرون بها وغيرَها من الحوادث التي وقعت لهم دون معرفة أسبابها، حيث سبق أن سجلت حالة إجهاض لثلاث مرات لإحدى العاملات، فضلا على وجود أخرى في حالة حمل هذه الأيام، ناهيك عن شعورهم الدائم بآلام في الرأس، إذ يُحتمَل، حسب مصادر من المستشفى، أن تكون درجة الإشعاع قد اتسعت خلال الثلاث السنوات الماضية، والتي لم يتمَّ خلالها إصلاح هذه التسربات الإشعاعية. وكشف التقرير، الذي يحمل رقم 33/CM/CNR/2009 أن لجنة مراقبة تابعة للمركز الوطني للوقاية من الأشعة، والذي يعتبر مركزا متعاونا مع منظمة الصحة العالمية، قامت بزيارة المستشفى الإقليمي لإنزكان من أجل مراقبة قسم الكشف بالأشعة للتأكد من مدى احترامه معايير السلامة، سواء من حيث توفر القاعات على التجهيزات الأساسية وكذا على الحاجز الواقي من الأشعة، والذي يفترض أن يبلغ علوه مترين و20 سنتيمترا، في حين أن علو الحاجز الحالي في المستشفى لا يتجاوز مترا و92 سنتيمترا، وكذا تحيين لائحة الموارد البشرية العاملة في هذا القسم وضرورة توفرها على الألبسة والتجهيزات التي تقيها من الإشعاعات المحتمَلة وكذا التعرض اليومي لها أثناء الاستعمال. وخلص التقرير إلى وجود تسرب إشعاعي في القاعة الثانية لمصلحة الفحص بالأشعة وكذا في القاعة الثالثة الخاصة بالمستعجلات، كما سجل التقرير عدم توفر العاملين في هذه المصلحة على النظرات الواقعية والألبسة الخاصة بذلك وغيرها من التجهيزات الخاصة بالمتعاملين مع أجهزة الفحص بالأشعة. من جهتها، راسلت إدارة المستشفى الوزارة المعنية بشأن هذا التقرير، وينتظر أن يثير هذا الحادث العديد من ردود الفعل القوية من طرف الهيئات الممثلة للأطر العاملة في المستشفى، إذ يجري العمل على تشكيل تنسيقية للتصدي لتداعيات الملف، الذي يعتبر الأخطرَ من نوعه. وحسب معطيات علمية، فإن التعرض لأشعة «إكس» تكون له انعكاسات خطيرة على مستوى الخصوبة لدى الرجال والإجهاض لدى النساء، كما يمكن أن يمتد تأثيرها إلى خلق تشوهات لدى الأجنة والمواليد الجدد، إضافة إلى تساقط الشعر وغيرها من التأثيرات الخطيرة على مستوى صحة الإنسان.