لم يتأخر رد عمر الحدوشي، أحد شيوخ السلفية الذين خرجوا مؤخرا من السجن بعفو ملكي في ملفات الإرهاب، عما قاله حفيظ بنهاشم، المندوب العام لإدارة السجون، في حوار مع «المساء» عندما كشف أن الحدوشي أهداه كتابا وأرفقه بعبارة جاء فيها «أن بنهاشم مقتدر ومحترم». وقال الحدوشي في تصريح ل»المساء» «أنا أهديت بنهاشم هذا الكتاب منذ سنين ومن باب اللياقة واللباقة، لكن هذا لا يعني أنني أزكي أفعاله»، مشيرا في هذا السياق أنه تعامل مع بنهشام بمنطوق هذه المقولة «إننا نبش في وجوه قوم وقلوبنا تلعنهم»، كما أنه تعامل بمنطوق هذه الآية القرءانية «اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى». و كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الشيطان «صدقك وهو كذوب»». وسرد الحدوشي ملابسات توقيع وإهداء كتابه لبنهاشم قائلا: «لقد طلب مني حينها مدير السجن إهداءه له، كما طلب مني مسؤول سجني آخر يدعى مصطفى حلمي ذلك. وطبعا من باب اللياقة أهديته وذكرته بوصف عام، مع أن ماضي بنهاشم معروف، فهو من المحسوبين على إدريس البصري ومن المسؤولين عن سنوات الرصاص». ويضيف الحدوشي بأن وقت إهدائه كتابه لبنهاشم «لم تكن هناك جرائم تعذيب في السجون كالتي نراها اليوم، حيث نشرت شخصيا صور الإخوة وهي ملطخة بالدماء، بعد تعرضهم للتعذيب داخل السجون». ووصف الحدوشي تصريحات بنهاشم لجوءه إلى لغة الخشب، مرددا ما صرح به سابقا: «أنا ما زلت أقول إن على بنهاشم أن يكون مسجونا لا مسؤولا». وفي نفس السياق أصدر عمر الحدوشي بلاغا يستنكر فيه ما وصفه ب«السياسة القمعية داخل السجون»، مشيرا إلى أن ثمانية معتقلين إسلاميين خاضوا إضرابا طويلا بسجن سلا 2 الذي وصفه ب«غوانتانامو»، وطلبوا منهم أن ينقلوهم إلى سجن طنجة مع الإخوة، وهم:سمير التميمي، ويونس اقريرع، وياسين كوكو الحرثي، وزكرياء العمراني، وعمر الراكي، وياسين بالراحى، وعبد الإله الخمليشي، حيث «تمت تفرقتهم على سجناء الحق العام وأصحاب المخدرات ومن يسب الرب والدين»، يضيف الحدوشي، مؤكدا في بيانه الذي بثه على صفحته الخاصة بموقع للتواصل الاجتماعي، أنه تم إرغام عمر الراكي على النوم على باب المرحاض، ولما رفض ذلك، وضعوه بزنزانة صغيرة جدا خاصة للعقوبة بدون غطاء مليئة بالصراصر والبعوض (الناموس). وناشد الحدوشي في بلاغه كل الضمائر الحرة التي لا ترضى بالضيم والظلم أن يقفوا مع هؤلاء في معاناتهم داخل السجون. وكانت مندوبية إدارة السجون قد قامت يوم الثلاثاء الماضي بترحيل مجموعة من المعتقلين الإسلاميين من سجن سلا2 إلى كل من السجنين المحليين لطنجة وتطوان.