أفادت مصادر متطابقة أن شرطة مرتيل اعتقلت، يوم أمس، سائقي سيارة أجرة، بعدما ضبطت قيامهما بتوزيع لفافات المخدرات الصلبة من كوكايين وهيروين على زبناء المدينة السياحية والمنتجعات الصيفية المجاورة. ووفق مصادرنا، فإن مكالمات هاتفية قصيرة ومشفرة تكون كافية لتوصيل الخدمة من طرف السائقين إلى المدمنين على المخدرات القوية. وانتشرت في مدينة مرتيل، وبشكل غير مسبوق، خدمة توصيل لفافات الهيروين أو الكوكايين عبر الدراجات النارية إلى غاية الزبناء أو ما يطلق عليها خدمة «التاكسي كوكايين». الخدمة الجديدة التي انطلق العمل بها منذ أشهر بمرتيل، بدأت في الانتعاش، حيث يختص بها أشخاص الوزرات الصفراء، زاعمين أنهم من ضمن حراس السيارات، الذين تعج بهم المدينة الساحلية. وتتلخص العملية في قيام الزبون بمهاتفة بعض الوسطاء من أصحاب «الجيلي الأصفر»، فيتوجه الوسيط إلى أقرب مخدع هاتفي ليجري مكالمة هاتفية مشفرة مع صاحب السلعة، حيث لا تكاد تمر بضع دقائق، حتى تحل دراجة نارية يمنح سائقها اللفافات المطلوبة بعد أن يتسلم المبلغ المالي من الوسيط، مغادرا المكان بسرعة البرق. توزيع لفافات المخدرات الصلبة حسب الطلب عبر الهاتف، أو ما يطلق عليها خدمة «التاكسي هيروين» لا تقتصر على وسط مدينة مرتيل فقط، بل تمتد إلى غاية المركبات السياحية المجاورة، في كل من كابونيغرو والكولف، وبعض الحانات الواقعة بين مرتيل وكابونيغرو. وتعرف تجارة المخدرات الصلبة في مرتيل والضواحي ارتفاعا كبيرا رغم بعض الحملات التي تشنها المصالح الأمنية المختصة، وهي حملات تقتصر على اعتقال بعض المستهلكين، الذين يحملون معهم بعض الجرعات، لتوجه إليهم تهمة «الانضمام إلى شبكة لتجارة المخدرات»، فيما لا تطال الاعتقالات أصحاب «السلعة»، الكبار الذين يبقون في منأى عن الضبط، رغم أنهم يغرقون المدينة بكل أصناف المخدرات الصلبة من هيروين وكوكايين وأقراص مهلوسة. يتقاضي الوسيط في خدمة «التيلي هيروين» في مرتيل 10 دراهم عن كل جرعة يطلبها عبر الهاتف، مع تأدية ثمن المكالمة الهاتفية. وحسب مصادرنا، فغالبا ما تتم العملية عبر بطائق الهاتف الثابت للدفع المسبق، المقدمة له من طرف صاحب اللفافات، والذي لا يتم التعرف عليه، بل يكتفي أيضا بدوره بمكالمة الموزع عبر «التاكسي» ليرشده إلى مكان ومقدار الطلب وثمن اللفافات، الذي يتراوح حاليا ما بين 600 و800 درهم للكوكايين، و30 و40 درهما للهيروين.