اختفت التلميذة وريني شيماء البالغة من العمر 18 سنة، صباح يوم الاثنين الماضي، من أمام منزل أسرتها الكائن بحي الدالية بمدينة تيفلت في ظروف غامضة. وعاشت أسرة التلميذة المتفوقة دراسيا، والتي لم تجر أول أمس الثلاثاء امتحانات البكالوريا بثانوية عبد الكريم الخطابي، حيث سجلت «غائبة»، أجواء حزن وأسى وخوف بعدما قامت السلطات الأمنية والمحلية بالإجراءات الأولية للبحث عنها وفك لغز اختفائها، وهي المعروفة بأخلاقها العالية وتفوقها الدراسي وطيبوبتها لدى جيران الأسرة ولدى أساتذتها وأصدقائها وصديقاتها من الطلبة. وأكدت مصادر متطابقة أن والد التلميذة المختفية، والذي يعمل أستاذا بثانوية 3 مارس بحي الأندلس، أصر في أقواله على أن ابنته تم اختطافها من أمام بيت الأسرة في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا بعدما كانت عائدة من دكان بنفس الحي وهي تحمل «الحليب والخبز» اللذين تم العثور عليهما بجنبات المنزل. كما أوضحت نفس المصادر أن الضابطة القضائية بتيفلت بجميع عناصرها ورجال السلطة المحلية، خاصة المقاطعة الثالثة، استعانت بأعوانها وشيوخها بغرض العثور عليها أو الوصول إلى أي خيط يمكن أن يقود إلى معرفة مكانها والأسباب الحقيقية لهذا الاختفاء الغامض الذي أصبح حديث الصغير والكبير بمدينة تيفلت. وأشارت مصادر «المساء» إلى أن والد التلميذة وريني شيماء المعروفة بتفوقها الدراسي، توصل برسالة عبر هاتفه النقال، كتب فيها «مبروك عليك المونسيون» وهو الأمر الذي اعتبره والدها تهديدا مباشرا له ولابنته المختطفة، حسب تعبيره. في حين أصدرت المصالح الأمنية بتيفلت برقية بحث مستعجلة حول الاختفاء على الصعيد الوطني مرفوقة بصورة لها بغرض التوصل إلى مرتكبي هذا الفعل الإجرامي الخطير. وأفادت مصادر متطابقة، بأنه تم ذكر اسم ضابط في الجيش تربطه علاقة أسرية بالتلميذة خلال مجريات الأبحاث والتحقيقات التي باشرتها عناصر الضابطة القضائية، والذي من المحتمل أن يتم الاستماع إليه من طرفها لمعرفة أية علاقة له مع هذا «الاختفاء»، خاصة أن التلميذة شيماء كان من اللازم أن تكون وسط زملائها في الدراسة لاجتياز امتحانات البكالوريا للموسم الدراسي الجاري. كما أن مجموعة من نسوة الحي الذي تقطن به التلميذة المختفية، إلى حدود كتابة هذه السطور، حاولن التوجه صوب مقر الأمن بتيفلت ليلا، للتعبير عن حزنهن وتضامنهن مع أسرتها، لكن تدخل المسؤولين المحليين حال دون ذلك بعدما تمت طمأنتهن بكون المصالح الأمنية تقوم بواجبها وبمجهوداتها المكثفة وعلى جميع المستويات بغرض فك لغز هذا الاختفاء.