تمكنت عناصر الضابطة القضائية بمفوضية الأمن بتيفلت، خلال نهاية الأسبوع، من إلقاء القبض على المسمى (ا. هشام)- وهو من مواليد 1992 من آيت بويحيى الحجامة- المتورط في قضية الضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض المؤدي إلى الموت، والذي تمت إحالته على أنظار الوكيل العام باستئنافية الرباط، بتهمة الضرب والجرح بالسلاح الأبيض المفضي إلى الموت، وحيازة أداة حادة واستهلاك مخدر الشيرا. وتعود هذه القضية، التي تم فك لغزها، إلى شهر أبريل من السنة الماضية، بعدما تم العثور على جثة المسمى (حميد نظيف)، الذي كان يشتغل قبل مقتله حارسا بمحل لبيع قطع غيار السيارات المستعملة الموجود قرب محطة الأداء بالطريق السيار بتيفلت، والذي عوينت عليه أثار جرحين، الأول برأسه والثاني في صدره. ومن خلال البحث الذي أجري آنذاك، لم يتم إيقاف الفاعل أو تحديد هويته باستثناء بعض الأوصاف التي أدلى بها شقيق الهالك وشاهدة في النازلة. وأوضحت مصادر «المساء» بأن البحث بقي جاريا للوصول إلى الفاعل الحقيقي، حيث تم الاهتداء إلى أن أحد الأشخاص الحامل لنفس الأوصاف يتردد على غابة «القريعات» الموجودة بضواحي تيفلت، ويستقر بها طيلة الوقت. وأضافت نفس المصادر أن عملية التتبع عن بعد وجمع مجموعة من المعلومات عن المشتبه به كللت بالنجاح، ليتم إيقافه بحي الأمل وسط المدينة، والعثور بحوزته على مسمار كبير الحجم وقطعة من مخدر الشيرا. وأثناء خضوعه للبحث الدقيق والمفصل حول الجريمة، التي هزت ساكنة المدينة خلال السنة الماضية، اعترف المتهم بالمنسوب إليه، وسرد تفاصيل جريمته بالتدقيق، ليتم الانتقال إلى مسرح الجريمة وإعادة تمثيلها. في حين، أكدت المصادر ذاتها أن عناصر الضابطة القضائية قامت بالبحث عن أداة الجريمة، لكن دون جدوى، لكون مكان وقوعها عبارة عن حقول زراعية يتم حرثها مرتين في السنة، وتعرف وجود نباتات كثيفة من سنابل القمح. وعن تفاصيل الجريمة، التي عرفت حينها إجراء مجموعة من التحقيقات والتحريات المكثفة مع العديد من الأشخاص، من بينهم المشردون وجامعو الأزبال والحراس الليليون بأحياء المدينة وكل المشتبه بهم، بغرض فك لغزها، بعد العثور على جثة الحارس الليلي بمحل للمتلاشيات بحي «البلوك» المجاور للطريق السيار وغابة «القريعات»، الذي تعرض لطعنة قوية بالسلاح الأبيض في صدره، كانت سببا في لفظه أنفاسه الأخيرة، بعد نقله على وجه السرعة إلى المستشفى المحلي للمدينة بغرض إنقاذه. وقد تم تجنيد كل الإمكانيات البشرية والمعنوية والاستعانة بالكلاب البوليسية التابعة للدرك الملكي بالخميسات لتمشيط مكان الجريمة والأماكن المجاورة، وخصوصا الغابة الموجودة في طريق آيت بلقاسم، حتى تم العثور على الجاني، الذي اعترف بأنه عندما كان يقوم بجمع المتلاشيات من حديد وقصدير ومواد بلاستيكية بالقرب من محل قطع غيار السيارات في تلك الليلة، وقف عليه حارس المحل وقام بالقبض عليه ورفض إخلاء سبيله بدعوى أنه يقوم بسرقة الحديد من نفس المحل، وبعد خلاف بينهما، وجه الجاني طعنة قوية للضحية في صدره بواسطة قضيب حديدي يستعمله في جمع المتلاشيات ولاذ بالفرار عبر الحقول الزراعية المجاورة، واختفى بضيعة بآيت بلقاسم، حيث يعمل والده، موضحا بأنه بعد الزوال، علم من والدته أن احد الأشخاص فارق الحياة بعد تعرضه للضرب بمحل للمتلاشيات، فتيقن بأنه هو الضحية الذي طعنه، لذا عدل عن التردد على وسط المدينة، وبقي يختفي إما بالضيعة أو وسط الغابة، إلى أن انتقلت عائلته إلى حي الأمل، الذي ألقي عليه القبض فيه.