عاش مطار محمد الخامس بالدار البيضاء صباح أمس الثلاثاء حالة استنفار قصوى استدعت تدخل جميع الأجهزة العاملة بالمطار المذكور. ونجمت حالة الطوارئ التي عاشتها المحطة الثالثة بالمطار عن تطبيق مخطط الطوارئ لتدبير الحالات الطارئة يحاكي الحوادث التي يمكن أن يعرفها المطار. وأعلنت حالة طوارئ بعد إضرام النار في جزء من محطة الإركاب الثالثة تطلب تدخل رجال الوقاية المدنية لإخماده ونقل المشاركين في التمرين من الضحايا خارج المبنى من أجل تلقي العلاج. وشارك في التدريب الذي استمر طيلة صباح أمس مختلف الفاعلين في مطار محمد الخامس كالمكتب الوطني للمطارات والأمن الوطني والدرك الملكي والوقاية المدنية ووزارة الصحة. ومنعت الرياح القوية التي هبت على مطار محمد الخامس إجراء التمرين الأخير، الذي كان مقررا إجراؤه عبر إشعال حريق قرب طائرة متوقفة بالمدرج، تخوفا من انتقال النار إلى الطائرة، فيما أجري تمرين مغادرة الطائرة عبر مخارج الطوارئ من أجل معرفة مدى جاهزية الفرق الخاصة بالطوارئ وتم وضع مستشفى ميداني للطوارئ من أجل إسعاف الضحايا قبل نقلهم إلى المستشفى. ويروم التمرين الذي عرفه مطار محمد الخامس تقييم وضع فريق إدارة العمليات الطارئة والتأكد من مدى فعالية منظومة القيادة لمختلف المتدخلين وتشغيل وتجهيز مركز إدارة العمليات الطارئة، إضافة إلى تقييم مخطط الطوارئ الخاص بالمطار ودرجة التنسيق بين مختلف المتدخلين العاملين داخل المطار. وأكد إبراهيم الخليفي، مدير قطب استغلال المطارات بالمكتب الوطني للمطارات، أن هذا التمرين يدخل في إطار تحسين جودة أنظمة الحماية المتوفرة داخل المطار، ويمكن من إعطاء فكرة دقيقة حول مدى استعداد مختلف المتدخلين المسؤولين عن أمن وسلامة المسافرين في حالة وقوع حادث، مضيفا في تصريح ل«المساء» أن هذا التمرين، الذي شارك فيه مختلف المتدخلين، سيمكن من معرفة النواقص وإصلاحها من أجل ضمان جهوزية تامة في حالة وقوع حوادث حقيقية. واعتبر المصدر ذاته أن مستوى المغرب جيد فيما يتعلق بالسلامة الجوية والسلامة داخل المطارات، مضيفا أن المغرب من بين دول عربية قليلة تتولى عملية تدبير السلامة الجوية والسلامة داخل المطارات اعتمادا على كفاءاتها الوطنية. وأكد المصدر ذاته على أن التدريب الذي جرى أمس جاء بعد تهييء دقيق استمر أكثر من شهر من أجل ضمان التنسيق بين مختلف الأجهزة والفاعلين داخل المطار لضمان أحسن النتائج. وأوضح أنه يأتي استجابة للمتطلبات المنصوص عليها في الملحق 14 من اتفاقية شيكاغو والمقتضيات الواردة في التشريعات المغربية المتعلقة بسلامة الطيران المدني. يذكر أن التمرين العام الذي أجري أمس يعد الأول من نوعه في مجال السلامة، الذي ينظم بمطار مغربي، ويأتي بعد خمسة تمارين فرعية، أولها كان بمطار محمد الخامس في ماي 1998، والثاني نظم بمطار أكادير المسيرة في ماي 2000، والثالث بمطار فاس سايس في يونيو 2005، والرابع بمطار طنجة ابن بطوطة في ماي 2009.