لم يفلح عبد الله البقالي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، في إطفاء غضب المناضلين الاستقلاليين المحتجين على عدم قانونية المؤتمر الإقليمي السادس عشر للحزب، الذي كان من المقرر أن يترأسه، أول أمس، بالمقر الجهوي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالقنيطرة. واستقبل الاستقلاليون الغاضبون البقالي، منسق الحزب بجهة الغرب الشراردة بني احسن، بشعارات تطالب بتطهير حزب علال الفاسي من «الفاسدين» و«المفسدين»، وتندد بسياسة «الكولسة» التي شابت مراحل الإعداد لهذا المؤتمر، كما شجبت الإقصاء الذي مورس على المنادين بالإصلاح والتجديد. وازداد الوضع احتقانا بعدما اندلعت مواجهات عنيفة بين قياديي ما يُعرف ب«التيار الإصلاحي» داخل الحزب بالقنيطرة وبين منظمي هذا المؤتمر، الذي اختير له شعار «تعبئة دائمة من أجل الوطن والمواطن«، وهو ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الطرفين معا. وكادت الأوضاع تتطور إلى ما هو أسوأ حينما أشهر أحد «البلطجية» شفرة حلاقة في وجه مناصر للتيار السالف الذكر، محاولا الاعتداء عليه، قبل أن ينجح عدد من شباب الحزب في تحرير زميلهم. وتفاديا لأي اشتباكات أخرى، لجأت السلطات إلى تعزيز تواجدها الأمني بالمنطقة، مستعينة في ذلك بعناصر الحرس الترابي. ووجد عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال نفسه محاصرا بعشرات المناضلين من الشبيبة الاستقلالية وحناجرهم تصدح بهتافات من قبيل «المناضلين طْرَدتُهوم والمفسدين حْميتُهوم»، في إشارة إلى منع العديد من الأسماء الوازنة داخل الحزب من المشاركة في هذا المؤتمر بمبرر انعدام الصفة، في حين، يضيف أحد المحتجين، سُمح لآخرين بذلك، رغم أنهم ممنوعون بقوة القانون من حضور أشغاله، طبقا للفصل 9 من قانون الحزب، وهو ما ينطبق، في نظرهم، على عبد الله الوارثي، عضو اللجنة المركزية، والكاتب الجهوي للحزب، الذي سبق أن أُدين ابتدائيا واستئنافيا بعقوبة حبسية موقوفة التنفيذ، حُددت مدتها في 8 أشهر، لتورطه في ملف مرتبط بالفساد الانتخابي. وتجمهر الاستقلاليون المقصيون، بينهم أعضاء بالمجلس الوطني مثل بنعلي المترجي وإدريس شنتوف، أمام الباب الرئيسي لمقر الاتحاد العام للشغالين بالقنيطرة، معربين عن تشبثهم بعدم قانونية المؤتمر، واعتبروا استدعاء ما وصفوها بالمؤسسات الصورية ومكاتب الفروع غير القانونية للمشاركة في أشغال المؤتمر بمقر النقابة، «سيناريو رديء الإخراج» لدعم أعداء الإصلاح وانتخاب مندوبين مؤيدين لحميد شباط في المؤتمر العام لخلافة عباس الفاسي على رأس الأمانة العامة للحزب. واضطر عبد البقالي، القيادي في حزب الميزان، إلى رفع أشغال المؤتمر وتأجيله إلى أجل غير مسمى، بعدما انفلتت الأوضاع مجددا، وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات خارج مبنى النقابة، رغم دخوله في مفاوضات مع الاستقلاليين الغاضبين، الذين استعانوا بمفوض قضائي لتحرير محضر في الموضوع، ورفعوا دعوى قضائية للمطالبة بإنصافهم، مصرين على أحقيتهم في حضور المؤتمر الإقليمي شريطة احترام الداعين إلى عقده لنصوص القانون المعمول بها في هذا المجال. وشوهد البقالي وهو يخرج مسرعا من مقر النقابة، وعلامات الارتباك بادية على محياه، وهو ما لفت انتباه عدد من المحتجين الذين لاحقوه وطالبوه بالرحيل عن الحزب، محملين إياه مسؤولية تردي أوضاع حزب الاستقلال بالجهة، والتسبب في «نزيف» الأطر والكفاءات الذي يعرفه الحزب نفسه بالمنطقة ذاتها، و«غضه الطرف» عن إهمال تفعيل الآليات الديمقراطية في تدبير شؤون الحزب بالجهة، وعدم التجاوب مع مطالب تطهير الحزب من المفسدين، حسب قولهم.