يعيش حزب الاستقلال بالقنيطرة، في هذه الآونة، فوق صفيح ساخن، بعدما أقدم مكتب فرعه، بحر الأسبوع الماضي، وبعد دراسته للأحداث، التي وصفها ب«المؤسفة»، والتي رافقت احتفالات شغيلة الاتحاد العام للشغالين محليا، على تفعيل قرار الطرد في حق سبعة من أعضائه، اعتبرهم من المحسوبين على الحزب، ومن ذوي «السوابق» المناوئين لجهوده وأهدافه بالمدينة نفسها. ووفق معطيات توصلت بها «المساء»، فإن قرار الطرد شمل كلا من إدريس شنتوف، عضو المجلس الوطني للحزب، وفتاح اضرايب، كاتب الشبيبة الشغيلة، ومحمد انحيلة، مندوب منظمة الكشاف المغربي، وجلال الحرملي، وعزيز اسحابة، العضوين بمكتب الشبيبة الاستقلالية، ومحمد سعد الدين، عضو المكتب المحلي للاتحاد العام للشغالين، وحميد أبو الفراح، نائب جمعية «البناة». وكشفت المصادر أن «المناضلين» المطرودين من حزب الاستقلال، يستعدون للطعن في قرار الطرد أمام المحاكم المختصة، لاسيما أنهم اعتبروا الإجراء مجرد تصفية حسابات، وانتقاما من مواقفهم، مضيفين أن هذا القرار جاء مخالفا لكل المساطر القانونية المعمول بها في هذا المجال، والمنصوص عليها في النظام الأساسي للحزب، خاصة في فصله 91، الذي يؤكد أن اللجنة الوطنية للتحكيم والتأديب هي المخولة لها، فقط دون غيرها، صلاحية إصدار عقوبات تأديبية، بعد تمكين المتابع من الدفاع عن نفسه، وهو ما تم تجاوزه، يقول المتحدثون أنفسهم، أثناء تفعيل قرارات الطرد. واستنادا إلى نفس المصادر، فإن التوتر الذي يعرفه حزب «الميزان» بالقنيطرة، انطلقت شرارته الأولى، منذ أن تمت إدانة عبد الله الوارثي، الكاتب المحلي لفرع حزب الاستقلال، والمدير السابق لديوان عباس الفاسي، ابتدائيا واستئنافا، بالسجن ثمانية أشهر موقوفة التنفيذ، في ملف مرتبط بالفساد الانتخابي، الذي كانت قد عرفته عملية انتخاب تجديد ثلث مجلس المستشارين، التي جرت في الثامن من شتنبر 2006، حيث طالب العديد من المنتمين للحزب، أغلبيتهم من أعضاء الشبيبة الاستقلالية، قيادة الحزب بإقالة «الوارثي» من منصبه ككاتب للفرع، وطرده لافتقاده الشرعية والأهلية القانونية لتولي مناصب تسييرية داخلية، لاسيما وأنه مشطب عليه من اللوائح الانتخابية العامة، تماشيا مع ما جاء في الفصل التاسع من النظام الأساسي والنظام الداخلي، كما صادق عليهما المؤتمر الخامس عشر للحزب، إلا أن تجاهل الأجهزة الوطنية لهذا المطلب، تضيف المصادر، دفع المجموعة الغاضبة إلى إصدار بيانات استنكارية، والدخول في اعتصامات بمقر الحزب، لم تنفض إلا بعد أن تلقى المحتجون وعودا بحل المشكل القائم. وقال المتحدثون إن قرارات الطرد الصادرة في حق الأعضاء المذكورين، صدرت مباشرة عقب الأحداث التي صاحبت احتفالات فرع نقابة الاتحاد العام للشغالين بعيد الشغل بالقنيطرة، الجمعة الماضي، حين قذف «ع ض»، كاتب الشبيبة الشغيلة، بكيس مملوء بالأزبال في اتجاه المنصة، حيث يجلس كاتب الفرع، داعيا إياه إلى مغادرتها، مادام مطعونا في شرعيته، لتندلع بعدها اشتباكات بالأيدي أثناء تنظيم المسيرة، تم احتواؤها، بعد تدخل مسؤولين محليين.