لا تتوقف الحركة بمطار ممفيس الدولي الخاص بشركة فيديكس التي تعد أكبر شركة لنقل الطرود البريدية في العالم. «المساء» قامت بزيارة ليلية للموقع بممفيس وتعرفت على أنشطة الشركة التي تتوفر على فروع في 220 دولة حول العالم.. لا تتوقف الحركة بمطار ممفيس الدولي التابع لشركة فيديكس ليلا ونهارا، إذ يعد المطار ثاني المطارات في العالم حركية في النقل الجوي بعد مطار جون كينيدي بنيويورك. تنقل طائرات فيديكس ثلاثة ملايين طرد يوميا توزعها عبر 220 دولة حول العالم ويعمل بها حوالي 290.000 موظف. قبل الدخول إلى قلب الشركة، لايسمح عناصر الأمن بإدخال الهاتف النقال والكاميرات اليدوية حيث لايسمح بتصوير المعدات التقنية وعمليات التوزيع. «نفضل أن لا يتم تصوير آليات الفرز الخاصة بالطرود على جانب الآلات المستخدمة لدينا، وهذا يدخل ضمن ميثاق الأمن الداخلي والمنافسة الخارجية» يردد مسؤول أمني بالشركة. بدأت تجربة «الفيديرال اكسبريس»قبل 37عاما، عندما قرر فريد سميث إنشاء شركة خاصة بنقل البضائع بواسطة حافلات صغيرة داخل «ليتل روك» بأركنساس مستهلا رأسمالها بأربعة ملايين دولار وهي التركة التي تركها له والده، قبل أن يوسع أنشطته الاستثمارية التي ناهزت 80 مليون دولار. الإقبال الذي عرفته الشركة في بدايتها دفع مجلس الإدارة إلى توسيع وسائل النقل والانتقال إلى ممفيس من أجل إطلاق تجربة النقل الجوي، بعد أن رفض مسؤولو مطار «ليتل روك» السماح للشركة باستعمال مدرجات المطار للشحن الجوي. في أبريل 1973 ، أقلعت 14 طائرة «داسوت فالكون 20» لتربط بين 25 مدينة أمريكية، قبل أن تقتني بعد أربع سنوات 7 طائرات بوينغ 727. يعمل الموظفون 8 ساعات يوميا، وينقسمون إلى ثلاث فترات عمل يومية. أغلبهم من سكان الولاية السود الذين لم ينهوا تعليمهم إذ يتم إلحاقهم إلى قسم الفرز والإرساليات. لتجنب ضجيج المحركات ومعدات الشحن، يضع كل عامل سماعات خاصة وقفازات جلدية سوداء. «تحرص فيديكس في ميثاق قيمها على التنوع العرقي داخل أماكن العمل وطريقة التدبير» يؤكد أحد المسؤولين. 80 في المائة من النساء العاملات يتحملن مسؤولية إعالة أسرهن، نسبة كبيرة منهن يشكلن أمهات عازبات بمستوى تعليمي ثانوي..ويستفدن من التغطية الصحية ونظام التقاعد. يرتدي كل قسم داخل مديريات الشحن وزرات بلاستيكية خاصة، ولا يسمح للعاملين بخوض أحاديث جانبية فيما بينهم... سنة 1983، أصبحت الشركة أول شركة أمريكية تحصد مليار دولار خلال عشر سنوات من انطلاقها لتغير سنة 1994 اسمها ليصبح رسميا» فيديكس» وليصبح بمقدور الزبناء إرسال الطرود والبضائع بشكل رقمي. تتحكم الحواسيب المتطورة في توجيه الطرود التي تقدر بالملايين والقادمة من كل بقاع العالم إلى ممفيس، لا يوجد أي هامش للخطأ، وتتحرك الشحنات بشكل آلي نحو الصناديق الخاصة بالنقل الجوي. لا تتوقف الطائرات التي تحمل شعار الشركة عن الإقلاع والهبوط في المطار الذي خصصته السلطات المحلية للمجموعة وفق جدول رحلات منتظم يخضع للتغيير حسب أحوال الطقس المضطربة فقط. انطلقت الخدمات الدولية خارج الولاياتالأمريكية بكندا سنة 1981، ليتم إطلاق الرحلات نحو آسيا سنتين بعد ذلك بعد إدماج شركة جيلكو اكسبريس الدولية، قبل أن توافق السلطات الفيدرالية على منح فيديكس شارة «النمر الطائر» سنة 1989 من أجل توسيع خدماتها الجوية إلى كل دول العالم. ونجحت الشركة في ضم شركات أجنبية منافسة مثل «كاليبر سيستيم» و»ايفيرغرين انترناشيونال» بالصين وأوروبا وأمريكا اللاتينية، ليصبح بمقدور أي زبون في العالم إرسال طرده وتتبع مساره عبر البريد الشخصي قبل وصوله على وجهته النهائية. واجهت فيديكس في دجنبر 2007 مشكلة مالية خانقة بعد أن ارتفعت ديونها إلى 319 مليون دولار منذ عام 2002 بعد إهمال تصنيف أنظمة عقود الشركاء المستقلين، وهو ما نفاه مجلس الإدارة أمام لجان التفتيش وبررت ذلك برغبة العملاء في التوصل بنسبة من الأرباح بشكل غير قانوني. يفتخر المسؤولون بطائرة فيديكس ايرباص أ 200-310 التي تنقل ليلا الطرود والشحنات داخل الولاياتالأمريكية بشكل متواصل، لتنافس مطارات وشركات الطيران العالمية في حجم الأنشطة وانتظام الرحلات..وحسب آخر دراسة أجراها مركز السياسات الاقتصادية، تعد فيديكس من بين أكبر الشركات العشرين المساهمة في الاقتصاد الأمريكي، وضخت منذ 1990 ما يزيد عن 21 مليون دولار في الحملات الانتخابية الأمريكية، 45 في المائة منها للديمقراطيين و55 في المئة للحزب الجمهوري. وأقدمت على بيع جزء من خدماتها لشركة «ا سبي» للنقل في صفقة بلغت 9 ملايير دولار من أجل إلحاق خدمات النقل الليلي السريع لها.