احتاج مسؤولو الجامعة الإيفوارية لكرة القدم لتعزيزات أمنية مشددة لتقديم التقني الفرنسي-التونسي صبري لموشي يوم الخميس الماضي، بمقر الجامعة بالعاصمة الاقتصادية أبيدجان بصفته مدربا لمنتخب «الفيلة» طيلة العامين القادمين في إطار ندوة صحفية أصر دروغبا وكولو توري وماكس كراديل وجانب من المشجعين المتعصبين على حضور جميع فقراتها. وشكل تعيين لموشي الذي سيكمل 41 عاما قبيل نهاية العام الجاري صدمة قوية لدى قطاع واسع من الرأي العام الرياضي والإعلامي والتقني بالكوت ديفوار مع تسجيل تضامن كبير مع ابن البلد فرانسوا زاهوي الذي أبعد أسبوعا قبل افتتاح تصفيات المونديال على خلفية تبعات خسارة نهائي كأس أمم إفريقيا 2012 بالغابون أمام زامبيا بالضربات الترجيحية. ولم يبذل رئيس الجامعة الإيفوارية لكرة القدم سيدي ديالو مجهودا كبيرا لإقناع الرياضيين والإعلاميين على السواء بجدوى اختياره وقال بهذا الخصوص:» لن أبحث عن إقناع أي كان لقد قمت باختيار وأنا أتحمل مسؤوليته» قبل أن يضيف بخصوص اختيار صبري لموشي:» اخترته لأنه يتوفر على الشواهد التدريبية المطلوبة وقد أقنعني بفضل برنامجه الذي أعده لمنتخبنا الوطني لذا فلديه ثقتي لمدة عامين فلنترك له الوقت لكي يعمل». فاجأ هذا القرار الفرنسيين قبل الإيفواريين الذين تحدث بعضهم عن عقدة «الأوروبي» لدى المسؤولين واللاعبين المحترفين أيضا بحكم أن صبري لموشي المزداد يوم 9 نونبر 1971 بليون بفرنسا من أصول تونسية لم يسبق له قط أن درب أي نادي أو منتخب قبل الانخراط في مغامرة قيادة «الفيلة» الايفوارية. لعب لموشي سريعا لأوكسير الذي توج رفقته بالبطولة الفرنسية عام 1996 لينتقل لإمارة موناكو ويساهم في تتويج الفريق بلقب البطولة أربع سنوات بعد ذلك، لكنه سرعان ما غير الوجهة باتجاه الدوري الإيطالي حين لعب لبارما والأنتر ثم عاد لفرنسا رفقة أولمبيك مارسيليا، لكن قوة المنافسة جعلته يفضل التراجع للوراء لينهي مساره الكروي بدوري النجوم القطري منذ موسم 2006-2007 رفقة الريان وأم صلال ثم الخريطيات. وبحث لموشي عن موقع قدم رفقة منتخب بلده الأصلي تونس عام 1994 لكن إبقاءه في دكة الاحتياط من طرف المدرب المحلي خميس العبيدي جعله يعود لفرنسا وينخرط في منتخب «الديكة» في الفترة الممتدة من 1996 إلى 2001 مع ذكرى سيئة بالنسبة له حيث كان ضمن اللاعبين الستة الذين استبعدهم المدرب إيمي جاكي من لائحة «ال 28 لاعب» قبيل مونديال 1998 والذي فاز به منتخب فرنسا لأول وآخر مرة. واشترك صبري لموشي لاعب الوسط الأنيق دوليا في 12 مناسبة محرزا هدفا واحدا لكنه بموازاة تجربته كلاعب كان يدرس ويحصل على دبلومات بجانب عمله كمحلل تقني في قناة «كنال بلوس» الفرنسية و«الدوري والكأس» القطرية ولعل هذه التجربة هي ما ساعدته في إقناع مسؤولي الجامعة الإيفوارية. قلة تجربة لموشي يتم تعويضها بالكم الهائل من النجوم الذي يعج بهم منتخب الكوت ديفوار الذين نفى الناطق باسمهم ديديي دروغبا أي دور لهم في اختيار المدرب في إشاعة قوية عن دور متزايد لنجم تشيلسي اللندني في تحديد مسار منتخب بلاده. تمكن لموشي بعد ثلاث حصص تدريبية من تحقيق بداية موفقة في تصفيات مونديال البرازيل بثنائية في مرمى تنزانيا الذي خلق عدة متاعب للفيلة بأرضية ملعب «فيليكس هوفويت بوانيي» الذي عرف عزوفا جماهيرا غير مسبوق. يعترف لموشي بنقص تجربته كمدرب ويقول» لست معقدا من غياب التجربة لكني تجربي كلاعب كانت كبيرة وهي التي ستساعدني بجانبي المؤهلات التي حصلت عليها في تحقيق الأهداف المسطرة مع الجامعة وهي التأهل للمونديال ولكأس أمم إفريقيا».