فجر وكيل مربع بسوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء فضيحة من العيار الثقيل تتعلق باختلالات مالية بمصلحة الجبايات بالسوق، الذي يحقق رقم معاملات سنويا بمليارات الدراهم. إذ كشف عبد العزيز بوعلام، وكيل المربع رقم 19 بسوق الجملة بالدار البيضاء، أن مسؤول مكتب استخلاص الجبايات بإدارة السوق يمتنع عن تسلم الشيكات المتضمنة لمبالغ الجبايات المستحقة للدولة عن المربع الذي يشغله بالسوق. وأكد بوعلام أن المسؤول المذكور يمتنع عن تسلم تلك المبالغ المالية بدعوى تخوفه من التورط في «الاختلالات والتلاعبات المالية»، التي تم اكتشافها بعد تسلمه مسؤولية المكتب، مضيفا أن المسؤول الجديد طالبه بدفع قيمة أربعة شيكات سبق له أن دفعها للمسؤول السابق من أجل ضبط الحسابات قبل تسلم المبالغ الجديدة. وأشار المصدر ذاته إلى أن المسؤول السابق عن مكتب استخلاص الجبايات بالسوق الذي أحيل على التقاعد لم يسجل في دفتر الحسابات أربعة شيكات مصححة الإمضاء تلقاها منه تتوفر «المساء» على نسخة منها، مضيفا أن المسؤول الجديد عن مكتب الاستخلاص يرفض استخلاص مبلغ مالي وصل إلى 240 مليون سنتيم رغم إلحاحه أكثر من مرة على ضرورة تسليم المبلغ الذي في ذمته للمصالح المالية المختصة بالسوق. وأكد المصدر ذاته على أن رفضه تغطية الاختلالات المالية التي يعرفها السوق عبر أداء قيمة الشيكات للمرة الثانية أدى إلى تعرضه لمضايقات تجلت في إصدار الأمر لأحد المستخدمين بالمربع من أجل عدم تسليمه المبالغ المالية الناتجة عن النشاط داخل المربع، مضيفا أنه ينتظر تحريك الشكاية التي قدمها إلى الوكيل العام بالدار البيضاء حول الاختلالات المالية التي يعرفها سوق الجملة. وذكر المصدر ذاته أنه راسل وزير العدل والحريات مصطفى الرميد من أجل الإسراع بتحريك الشكاية التي تقدم بها إلى النيابة العامة بالدار البيضاء في السابع من الشهر الماضي، مضيفا أنه أكد في رسالته أن ملف الاختلالات المالية عرف تطورا خطيرا خلال الأيام الأخيرة بعد اكتشاف اختلالات متكررة منذ أزيد من عشر سنوات على خلفية زيارة لجنة خاصة لتفحص سجلات الحسابات ودفتر الوصولات، التي اعتبرها دليلا قاطعا على وجود اختلالات داخل مصلحة الجبايات بالسوق. ويؤكد المصدر ذاته أنه سبق أن راسل عمدة المدينة محمد ساجد حول الاختلالات المالية التي يتعرض لها دون تلقي أي جواب عن مراسلاته المتعددة، مضيفا أن مسؤولين من الفدرالية الوطنية لوكلاء ومستخدمي أسواق الجملة للخضر والفواكه دخلوا على الخط في ملفه الذي يتعلق بمبالغ مالية مهمة.