أكد بحث وطني حول الشباب أنجزته المندوبية السامية للتخطيط أن 32 في المائة من الشباب لا يثقون في الحكومة مقابل 42 في المائة لا يثقون في البرلمان و55 في المائة لا يضعون الثقة في الأحزاب. وأفاد البحث أن النسبة ذاتها تصل إلى 26 في المائة بخصوص العدالة و60 في المائة بالنسبة للجماعات المحلية. وخلص البحث نفسه، الذي تم الكشف عنه مساء الجمعة الماضي بالرباط، إلى أن مستوى الثقة في المؤسسات يظل، على العموم، أعلى نسبيا في صفوف الشباب القروي بالمقارنة مع الشباب الحضري، وفي صفوف النساء مقارنة بالرجال وفي صفوف غير النشيطين، وعلى الخصوص ربات البيوت، مقارنة بالعاطلين. وإجمالا، يولي الشباب المغاربة اهتماما قليلا بالشأن العام، حسب البحث نفسه. إذ إن «1 بالمائة منهم فقط منخرطون في حزب سياسي، ويشارك 4 بالمائة منهم في اللقاءات التي تنظمها الأحزاب السياسية أو النقابات، و1 بالمائة أعضاء نشيطون في نقابة ما، ويشارك 4 بالمائة منهم في مظاهرات اجتماعية أو إضرابات، في حين يُشارك 9 بالمائة منهم في أنشطة تطوعية. كما أن 36 بالمائة فقط يشاركون في الانتخابات بكيفية منتظمة و14 بالمائة بكيفية غير منتظمة». وأفاد البحث أيضا أن التشغيل وتكافؤ الفرص في الولوج إليه يتصدر أولويات الشباب المغربي، يليه إصلاح التعليم والسكن والصحة ثم توسيع مجال حرية الرأي والتعبير. وبالأرقام، قال 96 بالمائة من الشباب الذين شملهم البحث إن أولويتهم هي التشغيل وتكافؤ الفرص في الولوج إليه، في الوقت الذي يعطي 83 بالمائة الأولوية لإصلاح التعليم. «ويحتل السكن اللائق المرتبة الثالثة ضمن الأولويات بنسبة 81 بالمائة متبوعا بتحسين الخدمات الصحية بنسبة 76 بالمائة. وقد تم ذكر احترام حقوق الإنسان كأولوية من طرف 72 بالمائة من الشباب وتوسيع مجال حرية التعبير من طرف 62 بالمائة منهم» استنادا إلى البحث نفسه. وكان لافتا أن 54 بالمائة من الشباب المستجوبين يعتبرون أن الانتماء إلى عائلة ميسورة عامل للارتقاء الاجتماعي، مقابل 76 بالمائة ذكروا التعليم و72 بالمائة ركزوا على الطموح والجدية، في حين لم يتم ذكر «الانتماء السياسي سوى من لدن 26 بالمائة والانتماء العرقي أو الجهوي من قبل 16 بالمائة من الشباب». وإذا كان 98,5 بالمائة أكدوا اعتزازهم بمغربيتهم، فإن العائلة تعتبر بالنسبة إلى 54,6 بالمائة والدين برأي 24,1 بالمائة أهم الأمور في الحياة»، قبل الشغل وتقدم البلد والدراسة. وأظهر البحث أن 54 بالمائة من الشباب ما زالوا يعيشون داخل البيت العائلي، علما أن هذه الوضعية تشمل بالأساس الشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 و25 سنة. كما أن عددهم «أعلى في صفوف الرجال (67 بالمائة) مقارنة مع النساء (41 بالمائة)»، ويتعلق الأمر ب«81 بالمائة من العزاب و16 بالمائة من المتزوجين و3 بالمائة من المطلقين أو المترملين». وعلاقة بالزواج، قال 42 بالمائة من الشباب العُزب إنهم لا يفكرون في الزواج»، وهو ما يعني أن «رجلا واحدا من أصل اثنين مقابل فتاة واحدة من أصل ثلاث». وقد شمل هذا البحث، الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط، عينة يبلغ تعدادها 5 آلاف شاب تتراوح أعمارهم بين 18 و45 سنة، علما بأن عملية جمع المعطيات ميدانيا تمت بين 21 مارس و5 أبريل 2011.