تعيش التحضيرات للدورة ال92 لمهرجان حب الملوك بصفرو ارتباكا كبيرا أثر على التواريخ السنوية المعتادة لتنظيم هذا المهرجان، الذي يقدم على أنه شيخ المهرجانات في المغرب، والذي تبدأ أجواؤه الاحتفالية منتصف شهر يونيو من كل عام. وربطت المصادر بين التأخر في الإعلان عن ترشيحات ملكة جمال المهرجان ووصيفتيها والبدء في الإجراءات التنظيمية، وبين «خلافات» بين مكونات المجلس البلدي، ومنها حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال، الحزبان اللذان يوجدان في أغلبية التسيير، وحزب الاتحاد الاشتراكي الذي يوجد في خانة المعارضة. وبالرغم من أن حزب العدالة والتنمية يشارك في تنظيم المهرجان، في السنين الأخيرة، فإنه يتحفظ على الطريقة التي ينظم بها، خصوصا ما يتعلق بجانب اختيار ملكة الجمال، والمواكب التي تنظم من أجلها، تقول المصادر. ومما زاد من الارتباك الذي تعيشه الدورة الحالية من المهرجان ما أسمته المصادر «الغياب» المتواصل للوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج، عبد اللطيف معزوز، عن أشغال البلدية التي يترأسها. وأشارت المصادر إلى أن هذا الوضع أدى إلى تراجع كبير للمحتضنين الذين يراهن عليهم لتقديم الدعم المادي للمهرجان. وأضافت المصادر بأن الإمكانيات المادية التي يرتقب أن ترصد لهذه الدورة يمكن أن تضاعف بنسبة تصل إلى 50 في المائة مقارنة بالدورات السابقة. وبالرغم من أنه يوصف بشيخ المهرجانات في المغرب، ويؤرخ للتعايش بين الأديان والثقافات، فإن هذا المهرجان لم يستطع أن يستقل من الناحية المادية، وأن ينظم بكيفية مهنية، على خلاف مهرجانات ناجحة، رغم أنها حديثة العهد بالظهور. وعادة ما تنظم دوراته على إيقاع مشاحنات بين الأحزاب السياسية المهيمنة في المدينة، لاعتبارات انتخابية. وكانت الدورة السابقة قد عاشت على إيقاع احتجاجات صاخبة للمعطلين، عمدوا من خلالها إلى اقتحام الشارع الرئيسي بالمدينة، والذي يخصص خلال الاحتفالات لمرور موكب ملكة جمال حب الملوك رفقة وصيفتيها. وأعلن المهرجان، في دورته السابقة، عن فوز هجر حجي، وهي طالبة في جامعة الأخوين، بلقب ملكة جمال مهرجان حب الملوك. واختيرت فدوى الحجوجي، وهي طالبة بالمعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية، وصيفة أولى لملكة الجمال. وفازت صفاء حبيركو، مختصة في عالم الموضة، بلقب الوصيفة الثانية. ومنح لقب العروس الأمازيغية لهجر الهيلالي، وهي حاصلة على الإجازة في الرياضيات التطبيقية. أما لقب العروس العربية، فقد منح للسعدية الشامي، وهي حاصلة على الماستر في شعبة المعلوميات. واختارت إدارة المهرجان نوال عبايدا، وهي من مواليد كلميم كعروس صحراوية. وقالت إدارة المهرجان إنها أول مرة يتم فيها منح هذا اللقب في احتفالات «حب الملوك». وعادة ما تساعد هذه الألقاب الحاصلات عليها في الإدماج في الحياة الاجتماعية، والحصول على وظائف في مجالات الإعلام السمعي البصري والإشهار، وعالم الموضة، لكن الفوز بالألقاب في مهرجان حب الملوك لا يعدو أن يكون رمزيا بالنسبة إلى عدد كبير من الفائزات السابقات. ويراهن المسؤولون على هذا المهرجان للنهوض بالسياحة في المدينة. لكن المنطقة تشكو من انعدام شبه تام للبنيات السياحية الملائمة لاستقبال الزوار، ما يجعل القادمين إليها يضطرون إلى الإقامة في المدن المجاورة، في انتظار أن تشيد في المدينة فنادق مصنفة...