فوجئ إدريس الخزاني، الوالي الجديد لجهة الغرب الشراردة بني احسن، بالغياب شبه الكلي للمنتخبين عن حضور أشغال دورة مجلس الجهة العادية لشهر ماي، التي انعقدت أول أمس بمقر الجهة بالقنيطرة. ورغم تواجد الأعضاء المكثف خلال فترة التوقيع على محاضر الحضور لتحقيق النصاب القانوني لعقد هذه الدورة، فإن جلهم غادروا مبنى الجهة بعد تناولهم وجبة الفطور.. حيث لم يتجاوز عدد الأعضاء الذين تتبعوا أشغال الجلسة الصباحية العشرين، قبل أن يزداد نزيف الغيابات في الفترة المسائية، التي اختتمت بحضور 10 منتخبين فقط من أصل 63 عضوا في مجلس الجهة، بعدما انسحب نصف الأعضاء مباشرة بعد تناولهم وجبة الغداء، التي أعدت في عين المكان.. وقد سادت أجواء من الفتور و«الملل» أغلب فترات هذه الدورة، وساهمت في تكريسها الطريقة الكلاسيكية في إلقاء العروض، التي لم تخْلُ من إطناب وحشو وإغراق في الحديث عن المنجزات، مع أن واقع الحال ينطق بغير ذلك ويثبت، بما لا يدع مجالا للشك، أن جهة «الغرب الشراردة بني احسن» ما زالت في أمسّ الحاجة إلى وضع جدولة زمنية محددة لبرامج حقيقية تراعي أولويات الجهة على كافة المستويات، مع تفعيل آلية مراقبة إنجازها وربط المسؤولية بالمحاسبة. ولم يكسر سكون قاعة الاجتماعات سوى الاتهامات الخطيرة التي وجّهها المكي الزيزي، رئيس مجلس الجهة، بطريقة غير مباشرة، إلى عمالة القنيطرة، والتي كشفت فيها تورط هذه الأخيرة في مباشرة أعمال البناء بدون الحصول على التراخيص المطلوبة، وكذا الهجوم العنيف الذي شنّهُ رشيد بلمقيصية، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية ورئيس مجلس القنيطرة بالنيابة، على قائد جماعة «سيدي الطيبي» وعلى عدد من أعوان السلطة، بسبب تورطهم في عمليات البناء العشوائي وعرقلة البرنامج الوطني ل«مدن بدون صفيح»، وقال إن العشرات من الأكواخ الصفيحية ما زالت «تنبت» إلى حدود هذا اليوم تحت أعين رجال السلطة المحلية في الجماعة سالفة الذكر، مؤكدا على أن هناك أمورا خطيرة تحدث في «سيدي الطيبي» لا بد من فتح تحقيق بشأنها، حسب تعبيره. وأضاف بلمقيصية أن «بعض المسؤولين يكذبون على الملك ويستخفون بالشعب»، وقال إنه «من العيب والعار أن تظل الأحياء القصديرية على حالها، تعيش نفس المهزلة، رغم أن مشاريع تأهيلها دشنها عاهل البلاد منذ سنوات». ومن جهته، وصف المستشار عبد الله زهدل، عضو المجلس الوطني لحزب البام، ما حدث في منطقة «المخاليف -عين السبع» العشوائية، بأنه جريمة، وأشار إلى أن عملية إعادة الهيكلة التي استهدفت هذا الحي تكتسي نوعا من العبث والفوضى وجاءت مجانبة للصواب، مستنكرا «صرف الملايير من الدراهم في مناطق غير صالحة للبناء وتنعدم فيها الجمالية». وانتقد عبد المجيد المهاشي، رئيس المجلس الإقليمي للقنيطرة ورئيس لجنة الداخلية في مجلس المستشارين، الممارسات غير المسؤولة التي تعرفها الوكالة الحضرية في المدينة، وقال إن «هناك لوبيَّ فسادٍ يسعى إلى حجب الحقائق والمعطيات عن المواطنين ويضرب ثقافة الشفافية في مقتل»، وهي الاتهامات التي نفاها مدير الوكالة المذكورة، جملة وتفصيلا، ووصفها بالواهية، مُنوّهاً بنزاهة كافة أطر الوكالة وبكفاءتهم. أما باقي التدخلات فقد ركزت على ضرورة تأهيل الفلاح الصغير ودعمه وتحسين ظروف العمال الزراعيين في العديد من ضيعات الجهة وضرورة الاستجابة لمطالبهم وحل مشكل البنية العقارية للأراضي الفلاحية وإيلاء الاهتمام لمجموعة من المنتوجات الفلاحية والزراعية وتشجيع الاستثمار والصناعات التحويلية وتقوية البنيات التحتية والمرافق العمومية في العالم القروي.