التهمت النيران، صباح أمس الخميس، أزيد من 150 محلا تجاريا عشوائيا بسوق إفريقيا بعمالة ابن امسيك بالدارالبيضاء وحولتها إلى رماد. وقد اندلع حريق في السوق في حدود السابعة والنصف صباحا، وهي ساعة مبكرة كان فيها السوق لا يزال فارغا من أصحاب المحلات التجارية ومن الزبناء، وامتدت ألسنة النيران بسرعة إلى المحلات التجارية المجاورة بسبب وجود مواد قابلة للاشتعال، منها، على الخصوص، أواني منزلية بلاستيكية وملابس وأثواب وقنينات غاز صغيرة وألواح خشبية. ولم يخلف الحريق خسائر في الأرواح، في حين تحدث التجار عن خسائر مادية وصفت ب»الكبيرة». واحتج أصحاب المحلات التجارية التي أتت عليها النيران بالكامل بشكل عفوي، مرددين شعارات منددة بالحادث، الذي قالوا إنه «بفعل فاعل»، في الوقت الذي لاتزال أسبابه مجهولة ولم تفصح عنها أي جهة رسمية. ويشكل مشروع إعادة هيكلة هذا السوق٬ الذي يضم 430 محلا تجاريا٬ إحدى النقاط التي يتدارسها مجلس عمالة الدارالبيضاء، وهو من أقدم الأسواق بالدارالبيضاء، حيث عمر لثلاثين سنة في حين يتحدث بعض التجار عن 50 سنة من تواجد هذا السوق بالمنطقة. وأكد التجار أنهم كانوا يتدخلون لإخماد حرائق مماثلة بالسوق بأنفسهم دون استدعاء عناصر الوقاية المدنية، الذين قالوا عنهم إنهم «لم ينتقلوا إلى مكان الحادث إلا بعد مرور حوالي ساعة على اندلاع الحريق» غير أن تزامن هذا الحريق مع ساعات الصباح المبكرة ساعد على انتشار النيران، التي حولت المحلات التجارية إلى أطلال يعلوها السواد. وأكد بعض أصحاب المحلات التجارية المحروقة أنهم تكبدوا خسائر مادية كبيرة، حيث إن كل محل تجاري يضم حوالي ثلاثة أو أربعة ملايين سنتيم قيمة السلع، وأن أغلب الضحايا هم أصحاب المحلات التجارية الخاصة ببيع الأواني البلاستيكية والمعدنية والملابس المستعملة «البال»، وأن الخسائر الإجمالية بمختلف المحلات تتجاوز 400 مليون سنتيم، فيما لم تطل ألسنة النيران محلات الخضر. ويضم سوق إفريقيا،430 محلا تجاريا، غير أن الجهات المعنية لم تتمكن بعد من إيجاد حلول لهؤلاء الباعة لإخلاء السوق الذي طالما سجلت به حرائق متتالية. وبخصوص أسباب الحريق التي لاتزال مجهولة، لم تؤكد أي جهة رسمية إلى الآن مسبباته، كما استنكر التجار ما وصفوه ب»تأخر رجال الأمن» مما فسح المجال أمام اللصوص، الذين دخلوا السوق، موهمين أصحاب المحلات التجارية بالمساعدة، في حين أنهم قاموا بعدة عمليات للسرقة بهذه المحلات، مساهمين في الرفع من الخسائر المادية والنفسية للتجار بهذا السوق. كما طالبوا بإيجاد حل لهم منعا لتكرار مثل هذا الحريق المهول، الذي لحسن الحظ لم يخلف خسائر في الأرواح.