الرباط المهدي السجاري احتشد عشرات المواطنين المغاربة وأفراد الجالية السورية بالمغرب، عشية أول أمس الأربعاء، في وقفة احتجاجية بساحة البريد في الرباط تلبية للدعوة التي وجهتها حركة التوحيد والإصلاح للتنديد بمجزرة مدينة الحولة التي راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء. وندد المحتجون بالجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري، في ظل الموقف الدولي الذي وصفوه ب«الجبان والمتواطئ»، رافعين شعارات من قبيل «سوريا أرض الأحرار.. اطلع برا يا بشار» و«الجريمة هاهي والحكومة فينا هي». واستنكر المحتجون موقف الجامعة العربية من الجرائم المرتكبة في سوريا، معتبرين أن مواقف التنديد والاستنكار ليست إلا تمديدا للقضية السورية، في ظل استمرار عمليات التقتيل والإبادة في حق الشعب السوري. وأكد مولاي عمر بنحماد، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أن «الشعب السوري يضحي، وضحى من أجل قضايا هذه الأمة، وكل الجهات التي تمدد عمر هذه الأزمة، روسيا والصين وأمريكا والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وأي طرف يساهم في تمديد هذه الأزمة هو شريك في جريمة. كلهم يتحملون المسؤولية ويستحقون الإدانة، وكلهم عليهم أن يبرئوا ذمتهم أمام شعوبهم وأمام أمتهم». وأضاف بنحماد «كنا نتمنى أن يحصل لنا الشرف في المغرب أن نفاخر وأن نقول إن حكومتنا وبلدنا بادر بطرد السفير السوري، وها نحن نجدد دعوتنا إلى طرد السفير السوري بالرباط الآن، فطرد السفير هو أضعف إجراء نبعث به رسالة قوية إلى هذا الظالم، المتجبر الذي لا يستحق أن يوصف بأنه رئيس دولة، والذي يصوب دباباته لصدور أطفاله ونسائه وشبابه». ودعا بنحماد إلى «إنقاذ ما بقي من أطفال سوريا، فهم يتعرضون للإبادة والتقتيل في درعا وحماة وكل المدن السورية، فعلى المسؤولين «أن يتحملوا مسؤوليتهم في إنقاذ ما بقي من أطفال سوريا، ونحن نريد لساحتنا أن تكون ساحات للاحتجاج، لنعبر عما نكنه لهذا الشعب وما يستحق من وفاء ومن حرية». من جهته، أكد غسان أبو صالح، رئيس رابطة الجالية العربية السورية بالمغرب، أن «الشعب المغربي هو أكثر شعب يقف إلى جانب القضايا العربية، فسوريا الحضارة والشعب السوري لا يستحق ما يقع الآن من تقتيل وإبادة. جيلنا لم يستطع الوقوف كالأطفال والشباب في وجه الطغاة، فخرجنا من البلاد، لكن دماء الشهداء الزكية هي التي جعلتنا نتكلم ونكسر حاجز الخوف». وأكد بنحماد على أنه «مهما كان الثمن غاليا فإن الشعب السوري سينتصر، وما نتمناه الآن هو العمل لأننا سمعنا كلاما كثيرا»، موجها في نفس السياق الدعوة إلى حضور وقفة احتجاجية يوم غد الجمعة ابتداء من الساعة السادسة مساء بساحة البريد في الرباط.