دخلت قضية الحكم على جريدة «المساء» بغرامة قدرها 612 مليون سنتيم، إلى قبة البرلمان أول أمس، حين ألقى البرلماني محمد رضا بنخلدون من فريق العدالة والتنمية كلمة خلال جلسة الأسئلة الشفوية، خصصت بالكامل لما تعانيه الجريدة من تعسفات، كما ساءلت فتيحة العيادي من فريق تجمع المعاصرة، وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة، حول مصير مشروع قانون الصحافة، في ظل الانتهاكات التي تتعرض لها الصحف. وقال بنخلدون، برلماني مدينة الرباط، إن المغرب «شهد خلال الأسبوع المنصرم تراجعا جديدا في مجال الحريات العامة وفي مجال حرية الصحافة على الخصوص»، معتبرا أن الغرامة التي حكم بها على «المساء» تعتبر «الأثقل في مجال الأحكام الصادرة ضد الصحف منذ الاستقلال»، واعتبر بنخلدون أن هذا النوع من الأحكام «يظهر منها روح الانتقام، وقد تخفي وراءها رغبة في إسكات صوت هذا المنبر الإعلامي المستقل»، وأكد بنخلدون أنه «إذا كان من حق كل من اعتبر أنه تعرض لقذف أو تشهير أن يتظلم لدى القضاء ليرد إليه الاعتبار، فإن الحكم بتعويضات خيالية يجعل كل متتبع لهذا الملف ينظر بعين الريبة إلى خلفيات هذه الأحكام ومراميها»، وسجل بنخلدون «وجود تراجعات وانتكاسات جديدة في مجال حرية الصحافة وتضييق جديد على المنابر الإعلامية». وعبر برلماني العدالة والتنمية عن أمله في أن «يتم حل هذه الأزمة بين الأطراف المعنية حتى لا يقال عن بلادنا إنها بعد أن أغلقت مكتب الرباط لأكبر فضائية عربية (إشارة إلى مكتب الجزيرة)، ها هي تنتقل اليوم إلى محاولة إسكات أكثر المنابر الإعلامية انتشارا في المغرب». وفي سياق متصل، وجهت فتيحة العيادي، البرلمانية عن فريق تجمع المعاصرة، سؤالا شفويا إلى خالد الناصري وزير الاتصال، حول تأخر مشروع قانون الصحافة، ومصير مطالب الصحافيين بإلغاء العقوبات الحبسية. وقالت العيادي إن المغرب عرف «تجاوزات في حق المدونين والصحافيين»، معبرة عن استغرابها صدور أحكام بغرامات مالية باهظة، في إشارة إلى الحكم الذي صدر في حق «المساء». ولم يقدم وزير الاتصال أية توضيحات كافية حول هذا الموضوع، مكتفيا بالحديث عن «سعي الحكومة إلى توافق وطني في مجال الصحافة»، مشيرا إلى أن «الهدف الأساسي هو توسيع حرية الصحافة في المغرب». وقالت العيادي في اتصال مع «المساء» إن إشارتها كانت واضحة إلى أنه «في غياب نص قانوني دقيق للصحافة، فإن الباب سيبقى مفتوحا أمام المتاهات في مجال الصحافة مثل الحكم على المساء بغرامة 600 مليون». وتعليقا على الحكم الصادر على «المساء»، قال حسن بنعدي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي أسسه فؤاد عالي الهمة، إنه «مبدئيا مع حرية الصحافة»، مضيفا: «ندرك أن المغرب دخل مرحلة تكريس الحريات، ولذلك فإنني كصحافي أولا أتأسف إذا وقعت لجريدة ما مشاكل كيفما كانت»، لكنه رفض التعبير عن موقفه بصفته أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة قائلا: «لا رغبة لي كمسؤول سياسي في التعليق على حكم قضائي».