أقدم شاب متهم بتكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة، ظهر أول أمس على «تخييط» فمه، أثناء مثوله أمام قضاة غرفة الجنايات الابتدائية بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، احتجاجا على ما وصفه ب«فبركة» تهم ضده من قبل الشرطة القضائية بالرباط، كما ادعى تعرضه للتعذيب وانتزاع الاعترافات منه في حوالي 45 شكاية تتهمه بالسرقة. ولجأ المتهم لامين الوافي (28 سنة) إلى هذا الأسلوب، إذ خاط فمه مستعملا إبرة من الحجم الصغير، أثناء صعوده سيارة الأمن التي تنقل المتهمين الموجودين رهن الاعتقال إلى ملحقة محكمة الاستئناف بسلا، وضع على وجهه لثاما قصد عدم إثارة انتباه عناصر الأمن المرافقة له حيث لم تنتبه العناصر ذاتها وحراس السجن إلى وضعه، وأثناء توجيه الكلمة إليه من قبل رئيس الجلسة ظل يرفض الحديث، قبل أن يكتشف دفاعه وممثل النيابة العامة أن فمه «مخيط». وأثناء احتجاجه بهذه الوسيلة وجد القضاة أنفسهم أمام موقف حرج، حيث أرجأت المحكمة ملفه إلى ال30 من الشهر الجاري، كما عرفت قاعة الغرفة ارتباكا كبيرا وسط المتقاضين. وكان الشاب اعتقل في 16 ماي الجاري بمنطقة العيايدة بضواحي سلا، حيث انتقلت فرقة من الشرطة القضائية إلى منزله وقامت باقتياده إلى الرباط، وأشهرت في وجهه حوالي 45 شكاية تتهمه فيها بالسرقة، بعدما حصلت عليها من قبل دوائر أمنية مختلفة بالعاصمة الإدارية، إذ تطابقت أوصاف المشتكين مع الشاب الموقوف، وأمر نائب الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بوضعه رهن تدابير الحراسة النظرية، وبعد استنطاقه أحيل على السجن المحلي بسلا. والمثير في القضية أن الشاب المتهم بالسرقة وتكوين عصابة إجرامية، ادعى أنه أنكر التهم الموجهة إليه أمام المحققين وتعرض للتعذيب حسب قوله حيث انتزعت منه الاعترافات في الموضوع، كما ادعى التوقيع على محضر الضابطة القضائية تحت الإكراه. وفي سياق متصل، أكد دفاع المتهم أن موكله يطالب بفتح تحقيق جديد تحت إشراف النيابة العامة، وكشف المحامي فريقش أن موكله هدد في الجلسة المقبلة، المقررة في ال 30 من الشهر الجاري، بتخييط عينيه في حالة عدم مراجعة ملفه. وطالب المتهم باستدعاء أصحاب الشكايات قصد التعرف عليه، مؤكدا أن المعطيات المضمنة في محاضر الضابطة القضائية «كاذبة»، كما كشف أنه سيتحدى أي مشتك في الموضوع. وحسب المعلومات التي استقتها «المساء» من مصدر مطلع على سير الملف، أوقفت المصالح الأمنية الأسبوع الماضي، متهما آخر ومن المحتمل أن يكون شريكا للمتهم، على حد تعبير المصدر ذاته.