حلم مارتن لوثر كنغ تحقق أمس بعد 45 سنة من إطلاق حركة الحقوق المدنية المدافعة عن المساواة بين البيض والسود، بعد عقود من الميز العنصري الذي كان يمس صورة أمريكا في الخارج. أمس استضاف البيت الأبيض الرئيس 44 للولايات المتحدةالأمريكية، باراك حسين أوباما، أول مرشح من أصول أفريقية يفوز في الانتخابات الأمريكية بفارق ٪5 عن منافسه الجمهوري جون ماكين، في انتخابات عرفت مشاركة قوية بلغت ٪66 وهي نسبة لم تعرفها أمريكا منذ انتخابات 1908. «هالو شيكاغو، التغيير يدق أبواب أمريكا» كانت هذه أول جملة ينطق بها أوباما، أمام حشد من أنصاره في حفل إعلان فوزه، الذي جاء بعد حملة انتخابية طويلة وشاقة، حملت ابن المهاجر الكيني البالغ من العمر 47 سنة إلى أقوى منصب في العالم. جون ماكين اعترف بهزيمته وقدم التهاني لأوباما وقال: «من اليوم ينبغي أن لا يكون هناك أي سبب يمنع أي أمريكي من أن يعتز بانتمائه إلى هذا البلد»، في إشارة إلى أن وصول مرشح أسود إلى البيت الأبيض يعتبر بمثابة إعلان لوفاة عقدة العنصرية. من جهة أخرى، لقي فوز أوباما ترحيبا كبيرا في الشارع المغربي، إذ تقاطر العديد من الصحافيين والسياسيين والمهتمين على السهرة الانتخابية التي نظمتها السفارة الأمريكية بالرباط أول أمس لمتابعة وقائع الانتخابات أولا بأول، حيث كان كل من كوني بوردي وستيوارت هوغن، ممثلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري في فرنسا على التوالي، يردان على أسئلة الحاضرين بخصوص الانتخابات وآفاق السياسة الأمريكية بعد تنصيب الرئيس الجديد. وفي الوقت الذي يرى البعض أن فوز أوباما يشكل مبعثا للتفاؤل بخصوص العلاقات المغربية-الأمريكية وملف الصحراء، ينصح آخرون بالواقعية في التعامل مع الرئيس الجديد. من جهته، يرى محمد العربي المساري، وزير الاتصال السابق والخبير في ملف الصحراء، أن أمريكا تعطي الأولوية دائما لمصالحها الحيوية في العالم، وأن «صداقتها للمغرب لا تنفي صداقتها للجزائر والعكس بالعكس». ووفق رأي المساري، فالأمر لا يتعلق بصداقات دائمة وإنما بمصالح معينة في المنطقة مثل البترول ومحاربة الإرهاب والهاجس الأمني الذي تؤسس عليه أمريكا سياستها الخارجية منذ تفجيرات الحادي عشر من شتنبر 2001.