كشف مصدر مطلع أن القيادة العليا للدرك الملكي أمرت، منتصف الأسبوع الماضي، بالاستماع إلى سبعة دركيين يوجدون وراء القضبان داخل السجن المحلي بسلا، بعدما عمدوا إلى حلق رؤوسهم، بعد انتحار دركي شنقا كان يقضي عقوبة حبسية نافذة داخل الجناح العسكري بالسجن ذاته. وكشف المصدر ذاته أن مدير المعقل ورئيس الحي بالجناح العسكري داخل السجن استفسروا الدركيين عن أسباب حلق رؤوسهم، حيث يخالف ما قام به الدركيون «الضوابط العسكرية العامة طبقا لقانون العدل العسكري»، وحسب ما تسرب من معلومات من داخل سجن الزاكي، أوضح الدركيون أن ما قاموا به لا يدخل في إطار الاحتجاج على إدارة السجن، وإنما حزنا على زميلهم الذي وضع حدا لحياته بواسطة رباط للأحذية داخل مرحاض بالسجن، كما سرد عدد من الدركيين تفاصيل معاناتهم إثر التهم التي توبعوا بها من قبل المحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية في الرباط. وتسبب قيام الدركيين بحلق رؤوسهم في استنفار داخل السجن المحلي بسلا، حيث أشعرت إدارة السجن القيادة العليا للدرك الملكي بتفاصيل الواقعة، بعدما تزامنت مبادرتهم مع الذكرى 56 لتأسيس القوات المسلحة الملكية، حيث ساد الاعتقاد في البداية بأن إجراءهم يدخل في إطار الاحتجاج على أوضاعهم بعد إدانتهم من قبل المحكمة العسكرية. وحسب مصدر مطلع على الملف، عبر بعض الدركيين عن استيائهم من الأحكام الحبسية التي أصدرتها المحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية في حقهم، واعتبروها قاسية، حيث توبعوا بتهم تتعلق بالارتشاء ومخالفة الضوابط العسكرية والإساءة إلى جهاز الدرك الملكي على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، بعدما اعتقلوا بمدن مختلفة وجرى نقلهم إلى الرباط للاستماع إليهم من قبل المحكمة العسكرية الدائمة للقوات المسلحة الملكية بالرباط، كما عبر عدد من الدركيين عن تعرض عائلاتهم للتشريد، بعدما قامت إدارتهم بالتشطيب عليهم من صفوف الدرك الملكي وتجميد رواتبهم الشهرية.