تنطلق عشية يومه الجمعة فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان «موازين»، بإقامة 11 حفلا موسيقيا تتوزع بين ست فضاءات. ويبرز في برنامج اليوم، الحفل الذي سيقام في منصة النهضة، ابتداء من التاسعة والنصف ليلا، والذي سيجمع بين الفنانة المغربية كريمة الصقلي والمطرب اللبناني مروان خوري. وبالموازاة مع ذلك، سيقام حفل آخر بمنصة السويسي، التي تخصص عادة للفنانين الغربيين، سيحييه الثنائي الأمريكي «إلمفاو». وهاجمت تنسيقية الحملة الوطنية لإلغاء مهرجان موازين، فرقة «إلمفاو»، واصفة إياها ب»الشاذة»، متسائلة عن مكمن الثقافة في أغاني هذا الثنائي الذي اشتهر بالغناء والرقص في السنوات القليلة الماضية. وفي نفس الساعة، سيكون لعشاق الأغنية الإفريقية موعد مع المجموعة الإفوارية المستقرة بفرنسا «ماجيك سيستيم» بمنصة أبي رقراق بالرباط. وسبق للفرقة المذكورة أن حلت ضيفة على المغرب في مناسبات سابقة، آخرها في الموسم الماضي لبرنامج «ستوديو دوزيم». أما المنصة الشاطئية لمدينة سلا، فستخصص للفنانين المغاربة طيلة أيام المهرجان، وسيتناوب عليها مساء يومه الجمعة كل من الفنان عزيز السهماوي وفرقة الروك «بابل»، التي فازت في مسابقة «جيل موازين» للعام الماضي، إضافة إلى فرقتي «مليمان» و«مازاغان». ودعا مناهضو «موازين»، أول أمس الأربعاء، إلى «التعبير السلمي عن يوم للغضب والمقاطعة في كل أنحاء الرباطوسلا وتمارة»، علما أن قوات الأمن تدخلت قبل أيام لمنع تجمع أمام البرلمان، كانت التنسيقية قد دعت إلى تنظيمه. وكانت تنسيقية الحملة الوطنية لإلغاء موازين قد أصدرت بيانا استنكرت فيه ما أسمته «الاستهداف الخطير للحق في التظاهر السلمي»، مع التأكيد على «استمرارها في سلك جميع أشكال النضال السلمي والحضاري ضد المهرجان»، الذي تعتبره التنسيقية «عنوانا عريضا للفساد المالي والاستبداد الثقافي». ويذكر أن جمعية «مغرب الثقافات» المنظمة للمهرجان أكدت عدم استفادة «موازين» من أموال الدولة، وكشفت لأول مرة عن مصادر تمويل المهرجان، بعد الجدل الكبير الذي ظل يرافقه منذ سنوات. وكان بلاغ الجمعية قد كشف أن «موازين» كان يستفيد في الفترة ما بين 2001 و2005 من تمويل عمومي ضخم يبلغ 60% من مجموع ميزانية المهرجان، مقابل 40% كان يجنيها من مساهمات المحتضنين العموميين وشبه العموميين. وبعد البدء بنظام التذاكر (2006 و2007)، عرف النموذج الاقتصادي للمهرجان – حسب البلاغ – تغيرا ملحوظا، إذ قلص حصة الدعم العمومي من 60% إلى 57%، كما قلص من درجة اعتماده على المحتضنين العموميين والخواص وشبه العموميين من 40% إلى 38%، مقابل حصوله على نسبة 5% كعائدات التذاكر التي تم بيعها. وأوضحت جمعية «مغرب الثقافات» أن دورات «موازين» لأعوام 2008 و2009 و2010، شهدت تخفيض نسبة الاستفادة من الأموال العمومية من 60% إلى 6%، مقابل 34% من المحتضنين العموميين وشبه العموميين والخواص، و60% من المداخيل المتنوعة. وأعلنت الجهة المنظمة للمهرجان أنها ألغت بصفة نهائية حصولها على الدعم العمومي، مشيرة إلى أن ميزانية موازين باتت تعتمد على المحتضنين الخواص (32%) والمداخيل المتنوعة (68%). وبالموازاة مع الحفلات الموسيقية، سينظم القائمون على «موازين» مائدتين مستديرتين حول موضوع الثقافة والصناعة الموسيقية بالمغرب. وسيتم يوم غد السبت تنظيم مائدة مستديرة بدار الفنون بالرباط حول موضوع «الصناعة الموسيقية بالمغرب: حقائق وتطلعات». ويقترح هذا اللقاء إلقاء نظرة تأملية على وضعية الموسيقى بالمغرب، وهو النقاش الذي سيسيره الباحث في الموسيقى والتراث أحمد عيدون، والذي سيجمع العديد من مهنيي القطاع، خصوصا المغني والموسيقي عصام كمال، عضو مجموعة «مازاكان» والمغني والموسيقي الكاميروني لودوفيك جورد نجو مبول، بالإضافة إلى رشيد حايك، المدير العام لمؤسسة تسجيلات «صوت القاهرة» والمدير العام لإذاعة «شذى إف إم». هذه المائدة المستديرة ستتوقف عند وضعية الصناعة الموسيقية بالمملكة وستُمكن من الحصول على حلول للصعوبات التي يعاني منها القطاع، خصوصا ظاهرة القرصنة والنقص الكبير في الإمكانيات، كما ستتم خلال هذا النقاش مقارنة الصناعة الموسيقية بالمغرب بنظيراتها العربية ووضع تصور للتطور المستقبلي.