دعا نائب الأمين العام لحزب البديل الحضاري المنحل نشطاء هذا الحزب الإسلامي إلى بدء الاستعداد ل«الدعوة والمشاركة الفعالة المكثفة في الاستحقاقات الانتخابية التي ستشهدها بلادنا» في شهر يونيو القادم. وقال، في رسالة توجيهية وجهها إلى أعضاء الحزب، إن هذه المشاركة ستكون في صالح من سماهم ب«الأيادي النظيفة من أبناء بلادنا الأطهار»، مضيفا أن هذه المشاركة ستضيق الخناق على «جحافل المفسدين الذين تنعشهم قرارات المقاطعة». ولم تخلف الأمانة العامة لحزب البديل الحضاري المنحل موعدها مع الرسالة التوجيهية التي دأبت على تحريرها عند مدخل كل موسم سياسي جديد، بالرغم من قرار السلطات حل الحزب بعد تفكيك ما يعرف بشبكة بليرج، التي اتهم الأمين العام للبديل الحضاري والناطق الرسمي باسمه بالانتماء إليها. وتحدثت الرسالة عن حدث اعتقال كل من الأمين العام للحزب مصطفى المعتصم، والناطق الرسمي باسمه، محمد أمين الركالة، معتبرة أن «الرجة عظيمة» «ونحن نرى أحبتنا يلقى بهم في السجن ظلما وعدوانا، ونرى حزبنا الذي كافحنا من أجله سنوات يحل بإجراء إداري جائر ومتسرع». ووصفت قرار حل الحزب بالقرار الإداري «المتسرع»، قائلة إن «البديل الحضاري جزء من نبض الأمل ورغبة التغيير في قلوب المغاربة». واستعرضت الرسالة طبيعة قناعات نشطاء الحزب، معتبرة إياهم مواطنين مغاربة «إسلاميين وديمقراطيين» يحبون بلدهم ويكرهون العنف ويرفضون من يلجأ إليه، ويؤمنون بالديمقراطية وسيلة وحيدة لإدارة التفاعل السياسي، واعتبرتهم سنّة مالكيين يرفضون أن يفتن المغاربة «في وحدتهم المذهبية التي ترسخت على مدى قرون»، ويعتبرون الملكية ركنا ركينا ضمن دعائم استقرار بلادنا ويقدرون أن «عاهل البلاد الملك محمد السادس يملك كل شروط الانتقال بالمغرب نحو واقع ديمقراطي ناجح إلى جانب شرفاء الوطن»، كما يؤمنون أن الإسلام هو «دين التقدم والحرية والعلم والانفتاح والتسامح والدين الذي يستوعب كل إنجازات الحكمة الإنسانية النبيلة ولا يعاديها»، ويسجلون أن المغرب «يمر اليوم بمنعطف حاسم يفرض تعبئة كل طاقات شعبنا المخلصة لكسب رهان النهضة المغربية». واتهمت هذه الرسالة، التي وقعها نائب الأمين العام للحزب المنحل، الحسني العلوي، الإعلام الرسمي بالسعي إلى تشويه سمعة «تجربتنا الحزبية وقدمت إخوتنا المسالمين كما لو أنهم من عتاة الإرهابيين الراغبين في سفك دماء الأبرياء». وقالت إن ما سمته ب«الظلم الكبير» الذي لحق ببعض رموز الحزب لن يغير شيئا من «قناعاتنا الديمقراطية واختياراتنا السلمية»، وجددت مطلب إطلاق سراحهم و«رفع الحظر» عن الحزب.