يخضع رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الثلاثاء القادم، لمساءلة أعضاء مجلس المستشارين، حول السياسات العامة لحكومته، ضمن جلسة يُنتظر أن تدوم ما يُقارب الثلاث ساعات، وفق ما كشفته مصادر برلمانية. فيما تسعى فرق في الأغلبية والمعارضة إلى استبعاد ملف انتخابات المجالس الترابية من جدول أعمال ثاني جلسة يمثل فيها بنكيران، مخافة أن يعجل برحيل العديد من المستشارين. وحسب مصادر «المساء»، فإن بنكيران سيواجه خلال جلسة مساءلته الثانية في ظرف أسبوع امتحان الرد على تساؤلات مستشاري المملكة بشأن مواضيع ذات حساسية وكانت محط إحراج للحكومة خلال أربعة أشهر من تشكيلها، في مقدمتها الصحة والسكن، مشيرة إلى أن اجتماع ندوة الرؤساء انتهى إلى الاتفاق على تخصيص أول حلول لرئيس الحكومة على الغرفة الثانية في إطار الجلسات الشهرية، لمساءلته عن سياسة حكومته بصدد الصحة والسكنى، فيما كان لافتا إخفاق رؤساء الفرق في تحديد الموضوع الثالث، المرتقب أن يكون محط مساءلة لبنكيران. واستنادا إلى مصادر من مكتب مجلس المستشارين، فإن خلافا ظهر بين ممثلي الفرق حول ماهية الموضوع الثالث، بعد أن أبدت بعضها رفضها لإدراج موضوع انتخابات المجالس الترابية على لائحة مواضيع مساءلة بنكيران، مشيرة إلى أن رفض تلك الفرق لتناول الاستحقاقات القادمة مرده تخوفها من أن تكون جلسة الثلاثاء القادم مناسبة لتحديد وكشف أجندة تلك الانتخابات، وهو ما يعني مغادرة العديد من المستشارين الغرفة الثانية في ظل تقلص عدد أعضائها. مصادر الجريدة كشفت أن اجتماع ندوة الرؤساء المرتقب عقدها يوم غد الجمعة سيحدد إن كان سيتم إدراج ملف الانتخابات على جدول جلسة المساءلة أم ستتم الاستعاضة عنها بإثارة ملف آخر، مشيرة إلى أن إمكانية استبعاد موضوع يحرج بعض المستشارين قائم بشكل كبير، خاصة في ظل الإقدام على مراسلة مكتب المجلس بإدراج ملف التشغيل ضمن الملفات التي سيستجوب بخصوصها رئيس الحكومة، في حين كشف رئيس فريق معارض عن إمكانية إدراج ملف صندوق المقاصة ضمن محاور جلسة المساءلة. ولا يعرف إلى حد الآن إن كانت فرق المعارضة في الغرفة الثانية ستتمكن من إرغام الحكومة وأغلبيتها، كما كان الحال في الغرفة الأولى، على تقاسم نفس الحصة الزمنية المخصصة لفرق الأغلبية في مساءلة بنكيران، غير أن قياديا في فرق المعارضة أكد ل»المساء» أن هذه الأخيرة ستعمل جاهدة على ألا يستفيد بنكيران من الحصة الزمنية ذاتها التي استفاد منها خلال جلسة مساءلته بمجلس النواب الأسبوع الماضي، وهو ما سيكون موضوع صراع جديد بين الأغلبية الحكومية والمعارضة. القيادي المعارض توقع مع ذلك أن تكون تفاصيل جلسة مساءلة بنكيران شبيهة بالجلسة التي شهدها مجلس النواب الاثنين الماضي من حيث توزيع الوقت وتخصيص 186 دقيقة للجلسة.