قدم مركز المسيرين الشباب الدولي مؤخرا نتائج دراسة حول «المقاولة الذاتية بالمغرب»، حيث أوضح زكرياء فهيم، رئيس مركز المسيرين الشباب الدولي، أن الدراسة التي أنجزت من طرف مكتب الدراسات LMS حول أشخاص متحدرين من 15 دولة بشمال إفريقيا ودول الصحراء الجنوبية الكبرى مكنت المركز من التعرف على واقع المقاولة الذاتية بإفريقيا، ومن تحديد الوضع المتعلق بروح المقاولة الذاتية، ومعيقاتها ودوافعها، إلى جانب القطاعات الاقتصادية الأكثر جاذبية لإنجاز المقاولة، كما مكنت من مقارنة النتائج المحصل عليها في الدراسة الأولى التي خصت المغاربة فقط. وقال فهيم، خلال ندوة أقيمت يوم الخميس المنصرم بمدينة الدارالبيضاء، أن الدراسة أنجزت بين يناير وأبريل من سنة 2012، وشملت 2030 شخصا، يتكونون من طلبة بنسبة 79 في المائة، وناشطين في مناصب شغل ب18في المائة، وباحثين عن مناصب شغل ب3 في المائة. وتوصلت الدراسة إلى أن 5 في المائة من الأشخاص الذين تم استجوابهم كانوا قد خلقوا مقاولاتهم الذاتية، وما بين 90 و95 في المائة المتبقين لم يخلقوا بعد مقاولاتهم الذاتية، وجميعهم عبروا عن رغبتهم في القيام بهذه الخطوات، فيما اعترف 10 في المائة من الأشخاص المتبقين بتفكيرهم في تحقيق الرغبة. وعن سؤال حول البلد الإفريقي المستهدف لخلق المقاولة، تأتي دولة السنغال على رأس الدول بنسبة 10 في المائة، وبعدها دولة نيجيريا بنسبة 10 في المائة، والكامرون وتونس بنسبة 9 في المائة، والجزائر بنسبة 7 في المائة، فيما يأتي المغرب في المرتبة السادسة موازاة مع مالي ومورتانيا بنسبة 5 في المائة. أما بالنسبة لمدغشقر وجيبوتي، فيبقيان في التصنيف الأخير، أي بنسبة 4 في المائة، متبوعين ببوركينا فاصو والكونغو بنسبة 3 في المائة، والتشاد بنسبة 2 في المائة، وتنتهي قائمة السوق بدول الطوغو والبنين بنسبة 1 في المائة. وتعد هذه النسبة قاسما مشتركا مع دول أخرى مستهدفة مثل الكامرون بإفريقيا وإمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة. وأضاف فهيم أن الدراسة خلصت كذلك إلى أنه من الحواجز الأساسية، التي تحول دون خلق المقاولة في إفريقيا، غياب التمويل، حيث أكد 63 في المائة من الأشخاص الذين خضعوا للدراسة أن المشاكل المرتبطة بالتمويل من أهم الصعوبات، التي تحول دون خلق المقاولة بإفريقيا، فيما اكتفى 17 في المائة بالإشارة إلى غياب السند والمساعدة. فيما قال 12 في المائة من الأشخاص المستجوبين إن الإجراءات الإدارية لخلق المقاولة معقدة أو بطيئة في إفريقيا، بالرغم من المجهودات المبذولة في بعض الدول مثل المغرب والسنغال من خلال خلق شبابيك موحدة منذ سنة 2000. وأشار 6 في المائة من الأشخاص الذين تم استجوابهم إلى أن غياب الخبرة من معيقات خلق المقاولة، فيما أكد 3 في المائة من المستجوبين أن الحواجز اللغوية هي المعيق أمام مشاريعهم. واعتبرت الدراسة أن إيجاد حلول لهذه المشاكل سيفتح المجال أمام 94 في المائة من الأشخاص لخلق مقاولاتهم، وتحقيق أهدافهم. كما خلصت الدراسة إلى أن 96 في المائة من الأشخاص المستجوبين يشجعون أبناءهم على دخول غمار هذا المجال، الذي هو المقاولة. ومكنت الدراسة، التي أنجزها مكتب الدراسات LMS، بطلب من مركز المسيرين الشباب الدولي، من تحديد القطاعات التي يتم اختيارها من طرف حاملي المشاريع، والراغبين في خلق المقاولات. وتتصدر التجارة والبيع والتعشير قائمة القطاعات المستهدفة من طرف 30 في المائة من الأشخاص، الذين تم استجوابهم، متبوعة بقطاعات اللوجستيك والتوزيع بنسبة 25 في المائة. ويحتل التكوين والتوجيه والمحاسبة المرتبة الثالثة بنسبة 10 في المائة مقابل قطاعات أخرى من قبيل البناء والشغال العمومية والعقار والصناعات، التي تحتل نسبة 5 في المائة من الأجوبة. وأكدت الدراسة أنه خلال مختلف المراحل، التي يقطعها المشروع، يحتاج المقاول للمساعدة. وعلى مستوى مرحلة الخلق، يحتاج إلى تحويل الفكرة إلى مشروع. وتكمن المساعدة في دعمه لتكوين ملفه وتمويله مع تسهيل الإجراءات. أما على مستوى إطلاق المشروع، فيحتاج المقاول إلى التأطير (القانوني والتقني...)، إضافة إلى التكوين والتوجيه. أما على مستوى تطوير المقاولة فيحتاج المقاول لمعدات وطرق التسيير، إلى جانب تطوير نشاطه.