خلق المقاولة الذاتية آمر غير هين. فتعقيدات المساطر الإدارية ونقص التمويل وغياب الدعم والمساندة إلي جانب الإفتقار إلي التجربة المطلوبة وغيره، كلها معيقات لازالت إلي يومنا هذا تحد من عزيمة فئة واسعة من الشباب الطامح إلى خلق مقاولته الذاتية. “معيقات كبيرة، لكن إرادة الشباب في رفع التحديات المرتبطة بها تبقي آكبر” يقول زكريا فهيم رئيس مركز المسيرين الشباب. فالدراسة التي أنجزها المركز خلال شهر ماي المنصرم حول الواقع المقاولاتي بالمغرب، وقام حميد عثماني المدير العام ل “إل إم إس” مساء يوم الخميس الماضي، بعرض نتائجها في ندوة صحفية بإحدي فنادق العاصمة الاقتصادية، آكدت بالملموس هذا المعطي. دراسة استهدفت عينة من 489 شابا، وأبانت عن كون 89 % من هؤلاء الشباب لم يسبق لهم أن أقدمو على خلق مقاولة ذاتية، إلا أن ارتساماتهم التي لم تخف وجود رغبة كبيرة من قبلهم في خوض غمار التجربة، كشفت عن كون المخاوف المرتبطة باحتمال تعرض مقاولاتهم الفتية للفشل في بداية الطريق جراء المعيقات السالفة الذكر، عادة ما شكلت في نظرهم السبب المحبط لعزيمتهم هاته. الأرقام التي كشفت عنها نتائج الدراسة لم تسبح ضد التيار. لقد تناغمت مؤشراتها إلي حد كبير مع واقع الحال الذي يعاني منه كل شاب يتطلع اليوم إلي استثمار كفاءاته المهنية والمعرفية في خلق مقاولة ذاتية. فإشكالية تعقد المساطر الإدارية التي يثيرها الشباب في تبرير عزوفهم عن خلق المقاولات، أكدتها نتائج الدراسة التي أبانت عن كون 84 % ممن لم يسبق لهم خلق المقاولات الذاتية من قبل، يلومون الجهاز الإداري في هذا الصدد، ويعتبرون بأنه المعيق الرئيسى لتحقيق حلم خلق المقاولة. ليس هذا فقط، فإشكاليات التمويل وغياب الدعم والمصاحبة ونقص التجربة، كلها معيقات تنضاف إلي المشكل الإداري، وتؤثر بنسب متباينة، علي عزيمة الشباب الحامل للمشاريع. فباستثناء إشكالية نقص التجربة التي أثارها 11 % فقط من المستجوبين، فإن 77 % منهم تطرقوا إلي إشكالية غياب المساندة، في الوقت الذي أثار فيه 75 % منهم واقع نقص التمويل، وطالبوا بضرورة رفع الحواجز عن كل هذه الإشكاليات. فهل يلقي مطلبهم هذا أذانا صاغية من قبل الجهات المسؤولة? سؤال لم يطرحه المشاركون في هذه الندوة، إلا أن زكريا فهيم ومعه حميد عثماني أكدوا علي آن نضال المسيرين الشباب سيتواصل إلي حين نيل هذ المطلب .