اعتبر عصام الجديدي رئيس جمعية رؤساء جمعية مقاولتي بفاس أن برامج إنعاش التشغيل ببلادنا تحتل موقعا استراتيجيا ضمن مخططات التنمية الاقتصادية مشيرا إلى أنها فتحت جيلا جديدا من أوراش التنمية الاقتصادية والاجتماعية المندمجة ، إلا أنه منذ سنة 2007 تواجه المشاريع المنجزة في إطار مقاولتي على الصعيد الوطني صعوبات كثيرة بسبب ما أسماه بالعراقيل المصطنعة والاكراهات التي تعيق مسارها . وأوضح بمناسبة ندوة صحفية حول «برنامج مقاولتي المشاكل و الحلول» التي انعقدت بفاس صباح يوم 23 مارس 2011 أمام حشد من رجال الصحافة والإعلام بقاعة غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات لجهة فاس بولمان أن «غياب وسيط للتواصل مع «مقاولتي» يعتبر انتكاسة حقيقية للمشروع المقاولاتي الشاب» . وأضاف رئيس الجمعية أن برنامج «مقاولتي» الذي يعد أول آلية شاملة ومندمجة يلتقي من خلالها مختلف الفاعلين و المتدخلين من قطاعات حكومية ومؤسسات عمومية وقطاع بنكي ومنظمات المجتمع المدني وغرف مهنية من أجل مصاحبة الشباب ذوي التوجه المقاولاتي لتحقيق مشاريعهم عبر وضع عرض خدمات متكامل وإجراءات موحدة، «بات مصابا بالسكتة القلبية» مؤكدا في ذات السياق «فشل التجربة» داعيا الى عدم إعادة إنتاجها في المستقبل. وحدد عصام الجديدي ثلاثة شروط أساسية اعتبرها تساعد على ازدهار المناخ المقاولاتي وهي: تحسن بيئة ومناخ الاستثمار( وهو الشرط الاقتصادي لخلق المقاولات)، و توفر الطاقات البشرية المتعلمة والمتدربة والمبدعة ( وهو الشرط البشري)، زيادة على تأهيل المنافسة البناءة و توفير كل شروط المواكبة خاصة تجاه المشاريع التي يحملها الشباب. وأشارت وثائق تم توزيعها ذات صلة بالموضوع الى صندوق أمريكي منح المغرب 700 قرض بقيمة مليون دولار اعتبر الأكبر من نوعه بهدف مساعدة الحكومة المغربية على مكافحة الفقر وتنمية اقتصاد البلاد وتحفيز خطة المساعدة للنمو الاقتصادي في البلاد برفع الإنتاجية وتحسين فرص الشغل في بعض القطاعات الرئيسية، في إشارة الى وجود فرص حقيقية لمعالجة المشكل . وتبرز ذات الوثائق أن اتفاقا بين الطرفين شمل تحسين الخدمات المالية المقدمة للمقاولات الصغرى ومساعدة جمعيات القروض الصغرى على إعادة التنظيم وتقليص البطالة في صفوف الخريجين الشباب وتشجيع الروح المقاولاتية كما رصد حوالي 88 مليون دولار لمراقبة وتقييم كافة المشاريع». و كشف الجديدي عن خيبة أمل المقاولين الشباب بسبب تفويت الفرصة عليهم قصد الاستفادة من هذا البرنامج بسبب ما وصفه ب «تماطلات و تعهدات لم تجد طريقها للتنفيذ، الأمر الذي عجل بتبخر أحلام الكثير من شباب هذا المشروع واستنفاد حماسهم بعد أن صرفوا وقتا طويلا و مالا كثيرا ومجهودات كبيرة ».واستعرض المقاولون والمقاولات الشباب كل من موقعه المشاكل التي تواجه المقاولات الشابة منطلقين من - غياب المواكبة و التكوين و التتبع للمشاريع المنجزة كما تم الإتفاق على ذلك حسب الإجراءات المفترض العمل بها ، وكما تحددها مساطر إنشاء « مقاولتي» رغم أن الجهات المكلفة تتقاضى أجورا عن هذه المهمة - التأخير الكبير في تمويل المشاريع مما ينعكس سلبا عليها - الإرتفاع الخيالي للفوائد البنكية - عدم الحصول على الصفقات العمومية نظرا للزبونية و المحسوبية بالإضافة إلى وجود عدة مشاكل أخرى تختلف باختلاف خصوصية كل مشروع. وأبرز المتدخلون قيام العديد من جمعيات» مقاولتي» بمراسلة الجهات المسؤولة من أجل إيجاد حلول لهته المشاكل دون رد منها. مؤكدين حصول فرص لجمعية رؤساء شركات مقاولتي بفاس للتحاور مع وزير التشغيل أثناء حضوره لمنتدى الطالب بفاس في شهر يناير المنصرم وكذا لقاء آخر مع مسؤولي صندوق الضمان المركزي ... ودق المتدخلون القادمون من جهات مختلفة ناقوس الخطر جراء الوضع المختل لمشاريعهم المعرضة للحجز، مشددين في ذات الوقت على أن هناك من الشباب من تحمس لأداء الديون المفروضة عليه إلا أن الأبناك اختارت اللجوء إلى المحكمة، ودعوا الحكومة لعدم إفشال تجربتهم حتى يتسنى لشباب المستقبل الاقتداء بهم . وكانت مجموعة من جمعيات مقاولتي على الصعيد الوطني عقدت شراكة فيما بينها من أجل الدفاع عن مصالح أعضائها و توحيد مطالبها الإستعجالية الموجهة لجميع المتدخلين والفاعلين في برنامج مقاولتي عبر رسائل وجهت الى المسؤولين والتي تتلخص فيما يلي: أولا : توقيف الإجراءات القضائية المتخذة ضد المقاولة من طرف الأبناك. ثانيا : تحمل كافة الأطراف المتدخلة في برنامج مقاولتي مسؤوليتها و الوفاء بالتزاماتها تجاه هذا البرنامج. ثالثا : تحويل سعر الفائدة إلى 0% رابعا : تمديد مدة أداء الدين خامسا: التعويض المادي لرفع الضرر القائم عند هذه المقاولات بسبب المشاكل المذكورة سالفا سادسا : التكوين المستمر في التسويق و التسيير الإداري لفائدة مسيري المقاولات من طرف مكونين أكفاء ذوي خبرة. سابعا : تمكين حاملي مشاريع مقاولتي من الإستفادة من الصفقات العمومية و تفادي المحسوبية و الزبونية. ثامنا : الإستفادة من الدعم المادي للدولة للنهوض بوضعية المقاولات كالدعم الذي تقدمه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و الذي تستثني منه المشاريع المدرجة في إطار برنامج مقاولتي. تاسعا : المساواة في الإستفادة من البرامج الوطنية للنهوض بالمقاولة ومواكبتها في مسارها من أجل عصرنة وتحسين تنافسيتها خصوصا برامج الوكالة الوطنية للنهوض بالمقاولة الصغرى والمتوسطة. واقترح المشاركون في الندوة الصحفية ما أسموه «بالتفكير في إعطاء تمويلات إضافية في بعض الحالات وكذا المساهمة في إيجاد حلول للمشاكل المتعلقة بالعقار الذي يعد من أهم العقبات التي يواجهها الشباب، عبر تشجيع إحداث الحاضنات مثلا و انخراط قوي للمؤسسات المنتخبة»، معتبرين اللقاء مع الصحافة فرصة سانحة لحشد الدعم لجميع الفاعلين من أجل بعث دينامية جديدة لحاملي مشاريع مقاولتي من جهة ولفتح المجال للشباب لمباشرة تنمية بلادهم من خلال تنمية مشاريعهم ومقاولاتهم الذاتية من جهة ثانية. بقيت الإشارة الى أن اجتماعا مشتركا بين مجموعة من جمعيات مقاولتي من مختلف أنحاء المغرب : وجدة ايت باعمران- مكناس- ماسة درعة- فاس ، انعقد بهدف دراسة المشاكل التي يتخبط فيها المستفيدون من البرنامج الحكومي « مقاولتي» حيث تم الاتفاق على عقد شراكة بين جميع الجمعيات من أجل إيجاد حلول فعالة ومنصفة لضمان استمرارية المشاريع التي يديرونها.